advertisement

جنكيز خان قائد المغول،بحث شامل عنه

advertisement

من هو جنكيز خان؟

advertisement

جنكيز خان، المعروف بالمنغولية بـ “Чингис Хаан”، هو مؤسس وإمبراطور الإمبراطورية المغولية. تُعتبر هذه الإمبراطورية أكبر إمبراطورية في التاريخ ككتلة واحدة بعد وفاته. اشتهر جنكيز خان بتوحيد عدة قبائل ورحل إلى شمال شرق آسيا. بعد إنشاء إمبراطورية المغول وتسميته نفسه “جنكيز خان”، بدأ في حملاته العسكرية حيث هاجم خانات قراخيتان والقوقاز والدولة الخوارزمية وزيا الغربية وإمبراطورية جين. في نهاية حياته، احتلت إمبراطوريته جزءًا كبيرًا من وسط آسيا والصين.

كان جنكيز خان قائدًا عسكريًا قويًا، وكان لديه القدرة على جمع الناس حوله. بدأ توسعه تدريجيًا في المناطق المحيطة به، وتوسعت مملكته بسرعة حتى بلغت حدودها من شرق كوريا إلى الدولة الخوارزمية الإسلامية في الغرب، ومن سهول سيبيريا شمالًا إلى بحر الصين الجنوبي. بمعنى آخر، شملت إمبراطوريته الصين وإيران وكازاخستان وكوريا الشمالية والجنوبية ومنغوليا وفيتنام وتايلاند وأجزاء من سيبيريا، بالإضافة إلى لاوس وميانمار ونيبال وبوتان.

قبل وفاته، وصف جنكيز خان خليفته المستقبلي بأن يكون أوقطاي خان، وقسم إمبراطوريته بين أبنائه وأحفاده. توفي جنكيز خان في عام 1227 بعد هزيمة التانجوت، وتم دفنه في مكان مجهول في منغوليا. بدأ أحفاده بتوسيع إمبراطوريتهم عبر أوراسيا من خلال الاحتلال وإنشاء ممالك تابعة لهم في الصين الحالية وكوريا والقوقاز وممالك آسيا الوسطى، وأجزاء كبيرة من شرق أوروبا والشرق الأوسط.

advertisement

نبذة عن سيرته ومولده

تذكر أن جنكيز خان، قائد المغول، هو الشخص الوحيد الذي غزا معظم أرجاء العالم. لقد سيطر على نصف العالم تقريبًا لأكثر من سبعة قرون تقريبًا. اسمه لا يزال يثير الرعب في قلوب السامعين حتى اليوم، فجنكيز خان ليس له نظير في التاريخ الحديث. كان يبدو أحيانًا كأنه يتجاوز قوة البشر العاديين. كان مثل العاصفة الجارفة التي تجتاح الصحاري التي نشأ فيها، تدمر وتجتاح كل مدينة تعترض طريقها. هذا هو كيف وصفه الناس في ذلك الوقت. هذه هي قصة هذا الرجل، وهذا هو واقع ما حدث له وكيف تجاوز حدود بلاده وأرضه. ولد جنكيز خان في منغوليا في عام 549 هجريًا تقريبًا، واسمه الأصلي هو تيموجين، وكان والده يسمى يسو كاي بادر، زعيم قبيلة قيات من قبائل المغول.

بداية قيادة جنكيز خان للمغول

تروى من قبل المؤرخين بداية قيادة جنكيز خان للمغول بأنه منذ صغره كان يجمع الأتباع من حوله. في إحدى المناسبات، دعاهم جميعًا إلى مجلس ليعلن لهم قائلاً: “أكد لنا الحكماء الكهول أنه لا يمكن للقلوب والعقول أن تجتمع في شخص واحد، وسأثبت بحياتي أن هذا الادعاء كاذب، سأجمع حولي أشخاصًا من جميع أنحاء العالم بغض النظر عن اختلاف عقولهم وقلوبهم”. وكان اسم جنكيز خان الأصلي هو تيموجين، ووالده كان زعيم قبيلة صغيرة من فرسان الفلاة. وفي صغره، عندما كان القبيلة بلا زعيم، أوضح تيموجين فكرة تجميعهم ليصبحوا قوة وحدة.

advertisement

لكن الجيران استخفوا به وسخروا منه، وألقوا القبض عليه وربطوه بحبل ووضعوه على كتفه، وقضوا وقتهم يستعرضون حول نارهم. ولكن المفاجأة كانت عندما تمكن تيموجين من فك الربط والفرار. وبدأ يتجمع قوته تدريجيًا حتى أصبح قوة لا يُستهان بها.وعندما كان في بداية قوته، قال: “تاجر يعتمد على بضاعته للربح، أما نحن فنعتمد على ذكاءنا وقوتنا”. وبسبب ذكائه وقوته، امتد سلطانه وأطلق عليه أعوانه اسم جنكيز خان، والذي يعني “الخان العظيم” أو “الذي يمتد سلطانه من أقصى اليابسة إلى أول المحيط”.

في فترة قصيرة جدًا، نجحت العصابة التي تكونت من الرجال في نهب الأراضي والمدن، وتسببوا في الدمار والخراب. وعادوا سالمين وحاملين لغنائمهم إلى سيدهم. وقد أثارت هذه الأخبار دهشة المؤرخين، وقال أحدهم: “ألم تسمعوا عن عصابة رجال من الشرق نهبت الأرض ووصلت حتى أبواب قزوين؟ أحدثوا الدمار والهلاك في كل مكان، ثم عادوا سالمين بالغنائم إلى سيدهم، وقد حدث ذلك في أقل من عامين”.

ويجب أن نذكر أن العرب والمسلمين لعبوا دورًا هامًا في إيقاف جنكيز خان وتدمير إمبراطوريته العظيمة، وهو أمر يضاف إلى إنجازاتهم في تاريخهم ومساهمتهم في الحضارة والثقافة كلما تهددت الحضارة والثقافة بالاندثار.إن قصة التتار والمغول وجنكيز خان وهولاكو تروى بمتعة للقارئ وتكون عبرة للذين يتأملون، فليست عظمة الإنسان في أن ينتفخ مثل الفقاعة وينفجر في لحظة، بل العظمة تكمن في أن يترك إرثًا يدوم في الأرض يخدم الإنسانية على مر الزمان.

تكوين دولة جنكيز خان

advertisement

تم تسمية تيموجين، ابن زعيم قبيلة “التمرجي”، بجنكيز خان بدايةً لتشكيل دولته. وقد توفي والده بشكل غادر، عندما كان تيموجين صغيرًا في العمر. بعد ذلك، تم نقل زعامة القبيلة إلى شخص آخر. ومع تقدمه في سن الشباب، بدأ تيموجين في جمع الأنصار والأتراب حوله. وتحدى الزعماء وتصدى لهم بسبب الغضب والانتقام الذي شعر به تيموجين، وتحول هذا الغضب إلى صراع ناجح.في هذا الصراع، أثبت تيموجين نفسه كبطل للأبطال، مما أثار الخوف في نفوس الزعماء ودفعهم للانخضاع له بعد سلسلة من الحروب والغارات. وتجمع حوله شعب التتار، مؤمنًا بأنه سينقذهم من الذل والتفرقة، وسيقودهم نحو العزة والنصر. وهكذا بدأت دولة جنكيز خان في عام ٦٠٠ هجرية الموافق ١٢٠٣ ميلادية.استخدم جنكيز خان استراتيجية التهديد والوعيد لكل من يخالف طاعته المطلقة. وبينما كان يهدد ويوعد، تجمع المزيد من المغول حوله وأعلنوا طاعته المطلقة. ووعدهم جنكيز خان بأنه سيفتح لهم الأرض ويملكهم بالثروة التي تحيط بهم. وهكذا بدأت فترة جديدة لجماعة المغول.

دستورالمغول المعروف بالياسا

دستور المغول الشهير المعروف بالياسا، يشير إلى وجود آداب وتقاليد كان جنكيز خان يتبعها. عندما تولى الحكم، وضع جنكيز خان قوانين محددة لتنظيم العلاقات الفردية والجماعية، والعلاقة بين الفرد والسلطة الملكية. تم اطلاق اسم “ياسا” على هذه القوانين.

ويشير بعض المؤرخين، مثل المقريزي، إلى أن جنكيز خان جعل من بعض الأعمال جرائم قابلة للقتل في إطار الياسا، مثل السحر والتجسس والكذب. ومن أعطى بضاعة للتجار وخسرها ثلاث مرات يُعد مذنبًا في المرة الثالثة. كما كان من الممنوع ذبح الحيوانات، ولكن كان مسموحًا قتلها بوسائل أخرى. وأعفت الياسا الفقهاء والقراء والأطباء من دفع الضرائب.بالإضافة إلى ذلك، جعلت الياسا من الجمع بين الطعام دون التمييز بين الأشخاص واجبًا، وحذرت من تناول الطعام قبل أن يأكل الآخرين المعطى لهم. ولم يُسمح لأحد بأن يشبع قبل أن يشبع أصحابه. وكان غسل الملابس ممنوعًا، بل يجب ارتداؤها حتى تبلى. وكان من واجب نساء العسكر أداء المهام التي تقع على الرجال أثناء غياب أزواجهن.بالإضافة إلى ذلك، جعلت الياسا السرقة جريمة قابلة للقتل، وحظرت الإفراط في شرب الخمر.

غزو جنكيز خان بلاد الإسلام

بعد أن أسر جنكيز خان معظم قبائل التتار وأنشأ قاعدة عسكرية قوية، بدأ في توسيع سيطرته على الممالك المجاورة. استطاع جنكيز خان إقامة إمبراطورية شاسعة تمتد إلى الصين الشمالية ووسط آسيا وإيران.

advertisement

بدأ جنكيز خان غزو الدولة الخوارزمية التي أسسها “أنو شتكين”، مملوك تركي من غزنة. استغل جنكيز خان الخلافات والهزائم التي وقعت بين قادة الدولة الخوارزمية وأرسل رسالة إلى علاء الدين خوارزمشاه يطلب فيها إقامة علاقات تجارية بين الدولتين. كان خطاب جنكيز خان قاسيًا ووصف ملك خوارزم بأنه كابن له ولكنه لم يضعه في مكان الأخ. على الرغم من ذلك، قبل خوارزمشاه ووافق على إقامة علاقات تجارية بين الدولتين.

advertisement

تسببت أحداث في أترار، واحدة من المواقع الحدودية على نهر سيحون، في بداية الاعتداءات المغولية على الدولة الخوارزمية. قام تجار المغول بأنشطة تجسس مشبوهة وعندما منعهم حاكم أترار في إحدى جولاتهم واستولى على أموالهم وقتل بعضهم، أدى ذلك إلى تصاعد العداء بين المغول والدولة الخوارزمية. زحفت جحافل المغول سريعًا على الأراضي، دمرت وحرقت المدن، بدءًا من أترار. وكانت أترار أولى المدن التي اقتحمها المغول وأظهروا وحشيتهم وتدميرهم للبنى التحتية والممتلكات وانتشار الذعر والقسوة.

بعد سقوط مدينة “أترار”، تحركت جيوش المغول في العديد من الاتجاهات في بلاد ما وراء النهر، واقتحمت المدن ودمرت المحاصيل والمواشي. عانت مدينة بخارى، المدينة الإسلامية الشهيرة، من المصائب العديدة التي تعانيها المدن المهزومة. يُذكر أن جنكيز خان دخل المدينة لتفقد ما فيها بعد أن استسلمت له بعد صمودٍ شامخ ومقاومةٍ طويلة. دخل المسجد الجامع وسأل عن مكان السلطان، وأُخبر أنه في بيت الله، فنزل عن حصانه وصعد المنبر وصاح قائلاً: “كانت الصحراء خالية من العلف، أما الآن فاملؤوا بطون خيولكم”. وكان ذلك تهديدًا للنهب والنهب، حيث لا يمكن أن تشبع بطون الخيل دون أن تشبع بطون الأشخاص.

فورًا، قام الجنود بسرقة وتشريد سكان المدينة، ثم توجهوا لتدنيس المقدسات الإسلامية. جلبوا صناديق تحتوي على نسخ من القرآن الكريم بخطوط جميلة، وسحقوها تحت حوافر الخيول. ثم جلبوا الخمور والمفنيات واستمتعوا بالرقص والاستماع وتفريغ شهواتهم والزنا.

تسببت هذه الأحداث في أن المغول أعدوا بدقة لشن هجوم آخر على الدولة الخوارزمية بهدف القضاء النهائي عليها، وخاصة بعد استعادتهم قوتهم بعد وفاة “جنكيز خان”. تم انتخاب “أوكتاي” خانا أعظم للمغول، وقاد جيوش المغول لتحقيق انتصارات مدمرة على أراضي الدولة الخوارزمية، حيث استولوا على الرى وهمدان، ووصلوا حدود أذربيجان في عام 628 هجرية. عندما شعر جلال الدين بالتهديد الذي يواجهه، دعا الأمراء المسلمين للتعاون معه لصد هذا الهجوم الضخم الذي وصفه بأنه يشبه نملة من حيث العدد وثعابين من حيث القوة. ولكن كالمعتاد، لم تلق صيحته استجابة من حوله، حيث كانت علاقاته سيئة مع الآخرين. وبعد ذلك، قتل على يد أحد الأكراد في عام 628 هجرية، وانتهت الدولة الخوارزمية بموته.

جنكيز خان يفتح سمرقند بعد مقاومة

بعد أن دمر جنكيز خان مدينة بخارى، حان الوقت له لفتح سمرقند. انتقل جنكيز خان إلى سمرقند بعد تجميع جمعية كبيرة من سكان بخارى وأسرهم مع جيشه. وتميز جنود جنكيز خان بالوحشية، حيث قاموا بسحب الأسرى خلف خيولهم وقتل من لم يتمكن من مجاراة الجيش. عندما اقتربوا من سمرقند، تركوا الأسرى وراءهم وتقدموا لمهاجمة الفرسان الذين كانوا يهاجمون سمرقند. كان الهدف من ذلك إيهام سكان سمرقند بأن هذا الحشد الضخم هو جيش المغول، ليثيروا الرعب بينهم من قوتهم الكبيرة.

في اليوم التالي، عند وصول الأسرى ولكل عشرة منهم علم، أُمِرَ المغول بالتحرك بهم. حقق المغول ما يرغبون به، وتسببت هذه الخطوة في إيهام سكان سمرقند بأن هذا الحشد هو جيش جنكيز خان. قام سكان سمرقند بإغلاق أبواب المدينة وبدؤوا في المقاومة. في بادئ الأمر، تراجع جيش جنكيز خان أمام المسلمين، ولكنهم استدروهم إلى كمين وقطعوا الطريق بينهم وبين المدينة، وقاموا بالقتل في صفوفهم. وتقدر أعداد القتلى بين خمسين ألفًا وسبعين ألفًا.

عندما علم سكان سمرقند باستشهاد محاربيهم، أصابهم الحزن وضعفت قواتهم. قررت القوات الخوارزمية بقيادة طغاي خان، شقيق تركان خاتون، التخلي عن المقاومة والاستسلام والاحتماء بقلعة المدينة. استمر حصار سمرقند لمدة تقارب عشرة أيام.

في النهاية، استسلم الأتراك الخوارزميين، وأرسل السكان وفدًا لجنكيز خان للاستسلام وفتح أبواب المدينة أمامه دون إراقة المزيد من الدماء. اجتاحت قوات جنكيز خان سمرقند في عاشوراء من عام 617 هجريًا، وبعد تدمير قلعة المدينة، خرج السكان منها وتمت دعوتهم لتسليم أسلحتهم وأموالهم وحيواناتهم. وبعد نهب ممتلكاتهم، قاموا بقتلهم وحرق المدينة واستهانوا بكرامتهم. تكررت الكارثة التي حلت ببخارى.

بعد أن تم القضاء على ممالك قبيلة النايمان، حقق جنكيز خان النصر على مجموعة أخرى من طوائف المغول في التبت وشرق تركستان الحالية. في عام 603 هجريًا، هزم قبيلة القرغيز، وقاد جيشه لسحق كوجلك خان الذي لم يستطع المقاومة وفرّ هاربًا. حتى قرر الجور خان، زوج ابنته، مساعدته على استعادة مملكته المفقودة وتعزيز دولته القديمة.

جنكيز خان يقضى على دولة الاويغور

قام جنكيز خان بتدمير دولة الأويغور بسهولة بعد أن حاصرها وقضى عليها، وذلك بناءً على انتمائهم لقبائل التتار. في البداية، كان شعب الأويغور يعيش في الحوض العلوي لنهر أرقون على رافد نهر آمور وسفوح جبال قراقروم، وكانوا يعيشون حياة الترحال والبداوة كمعظم عشائر المغول. في منتصف القرن الثاني الهجري، هاجرت جماعة منهم إلى حدود تركستان واستقروا في وادي نهر تاريم الخصب واستولوا على تلك المنطقة من يد التخاريين. أقاموا دولة مستقلة في تركستان الشرقية، تضم مدنًا مثل تورفان وكوجا وبيش باليغ وبرقول وقرة شهر وآلماليغ (كولجان الحالية)، واعتبرت بيش باليغ عاصمتهم.

تمت مزج الأويغور مع التخاريين بعد استيلائهم على شرق تركستان، وأدى هذا الاختلاط إلى نشوء جنس جديد ساد تلك المناطق لمدة أربعة قرون، وشهدت ظهور إحدى أهم الحضارات في العصور الوسطى. تأثر الأويغور بمبشرين مسيحيين من إيران، مما أدى إلى انتشار نمط من الخط السرياني بين المسيحيين الأويغور، حيث بدأوا تدوين لغتهم التركية بهذا الخط الذي أصبح يعرف بالخط الأويغوري. قام المبشرون المسيحيون بالدعوة بين قبائل النايمان واستمالتهم للمسيحية.

بعد تأسيسهم للدولة في تركستان الشرقية والمناطق المحيطة، استطاع الأويغور توسيع نفوذهم وفتح المناطق المجاورة مثل سلنجا وأرخن وكيرولين في منغوليا الشمالية. نقلوا عاصمتهم إلى مدينة قرة بلغاسون التي تحولت فيما بعد إلى قراقروم، عاصمة جنكيز خان.بالنهاية، تمكن جنكيز خان من السيطرة بسهولة على دولة الأويغور بعد حصارها والقضاء عليها، وأزال تمامًا آثارها.

العراق أثناء حكم المغول

سقوط الدولة الخوارزمية فتح الباب أمام زحف مغولي جديد نحو العراق والشام. وفي العام 638 هـ وما بعده، توجه المغول لاستكمال زحف جنكيز خان في أوروبا. قاموا بتجهيز جيش كبير تحت قيادة “سبوتاي” لهذا الزحف. نجح هذا الجيش في الاستيلاء على شبه جزيرة القرم، وحرق موسكو وسيطروا على البلاد الروسية تدريجيًا حتى أصبحت روسيا بأكملها تحت سيطرتهم لمدة قرنين ونصف (636 – 886 هـ). بعد تحقيقهم للسيطرة على روسيا، هاجموا بولندا والمجر وكانوا على وشك السيطرة على أوروبا بأكملها، لكن توقفت الحرب بسبب وفاة أوكتاي في العام 639 هـ. في هذا الوقت، كان هناك تقدم مغولي في أرمينيا وآسيا الصغرى (641 – 642 هـ). بعد سقوط آسيا الصغرى، أصبح العراق محاصرًا من الشرق والشمال. ومع ذلك، راهن المغول على هجومهم على عاصمة الخلافة. قاموا بمحاولتين مهمتين لتحقيق النصر، الأولى كانت التحالف مع الصليبيين، والثانية كانت القضاء على دولة الإسماعيلية في شمال فارس. كان من المتوقع أن يتحد العالم الإسلامي ضدهم إذا هددوا الخلافة الإسلامية، ولذلك تحالفوا مع الصليبيين الذين كان لهم بعض الأراضي في بلاد الشام. وقد تم زحف المغول على الإسماعيلية لضمان النصر وتجنب وجود عدو في ظهرهم خلال زحفهم نحو العراق. هولاكو كان القائد الذي قاد الزحف على الإسماعيلية، وكان يعرف بجبروتة ووحشيته في التعامل وسفك الدماء. يعتبر حكم المغول في العراق فترة حافلة بالآلام والظلام، استمرت لعدة قرون مليئة بالجراح والأحزان. تمتد هذه الفترة منذ حكم المغول حتى القرن العشرين.تعرضت بلاد العراق لتدميرٍ من قبل المغول.

وفاته

تظل أسباب وفاة جنكيز خان غامضة حتى الآن، وهناك عدة نظريات تشير إلى أنه قد توفي بسبب القتل، المرض، سقوط من حصانه، أو الجروح التي تعرض لها في الصيد أو المعركة. في رحلته الأخيرة، شعر جنكيز خان بالتعب والإرهاق، وجلس أمام خيمته مغطى بالأغطية الثقيلة من الفراء والقماش. دخل ابنه تولي خان إلى الخيمة وقال له: “لقد أصبح واضحًا لي الآن أنه يجب أن أترك كل شيء”.

كان جنكيز خان في سن متقدمة، ويعتقد أنه كان في ستينيات العمر عند وفاته. لم يتم الإعلان عن وفاته لأبنائه إلا للأشخاص الأقرب إليه. تم إبعاد حرسه الخاص عن خيمته، وتم وضع جثمانه في عربة ومواصلة السفر إلى الديار عبر الأراضي الصينية. عند وصولهم إلى نهر كيرولين، تم الإعلان عن وفاته للجيش المغولي. تم نقل جثمانه بين القصور الملكية لزوجاته لإلقاء نظرة الوداع عليه. توافد قادة القبائل والزعماء من جميع أنحاء الإمبراطورية للقاء الوداع بالجثمان. بعد انتهاء مراسم الحداد، تم تشكيل كتائب مختارة من الجنود لنقل جثمان جنكيز خان إلى مكان دفنه.وتم دفن جنكيز خان في مكان مجهول على سفح جبال برقان، وتم إخفاء قبره بطريقة تصعب الوصول إليه. وقد وقعت وفاته في عام 1227 م.وعند وفاة جنكيز خان في عام 1227، كانت الإمبراطورية المغولية تمتد من المحيط الهادئ إلى بحر قزوين، وكان حجمها يضاهي ضعف حجم الإمبراطورية الرومانية ودول الخلافة الإسلامية. توسعت الإمبراطورية لاحقًا أكثر من ذلك في العهود التي تلت، تحت حكم أفراد من عائلة جنكيز خان.

advertisement