advertisement

من هو مؤسس السعودية الحديثة؟ نبذه عنه

advertisement

المملكة العربية السعودية هي أكبر دولة في شبه الجزيرة العربية من حيث المساحة، وتضم أكثر من 34 مليون نسمة، وتعتبر مركزاً دينياً وسياسياً واقتصادياً في المنطقة. ولكن كيف بدأت هذه الدولة؟ ومن هو الرجل الذي قاد مشروعها التاريخي؟في هذا المقال، سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة من خلال التعرف على شخصية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي يعتبر مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة وأول ملوكها.

advertisement

الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس السعودية

الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود هو من أسرة آل سعود، التي تنتمي إلى قبيلة بني خالد، والتي ترجع أصولها إلى الإمام محمد بن سعود، الذي أسس دولة الدرعية في القرن الثامن عشر، والتي كانت أول دولة سعودية في التاريخ.هو مؤسس المملكة العربية السعودية وأول ملوكها ،ولد الملك عبد العزيز في 15 يناير 1876 في مدينة الرياض، وهو ابن الملك عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، الذي كان آخر ملك للدولة الثانية لآل سعود. وتلقى تعليمه الأولي في المجالس العلمية التي كان يقيمها والده وجده. تعلم منها القرآن والفقه والحديث والتاريخ والشعر. كما تعلم ركوب الخيل والفروسية وأظهر مواهب في الذكاء والشجاعة والفطنة.

في عام 1890، هاجمت قوات محمد بن رشيد آل رشيد، حاكم حائل، مدينة الرياض واستولت عليها، مما اضطر الملك عبد الرحمن وأسرته إلى الفرار إلى الكويت، حيث استضافهم الشيخ مبارك بن صباح. في هذه الفترة، نشأت في نفس الملك عبد العزيز رغبة قوية في استعادة مملكته ووحدة شبه الجزيرة العربية تحت راية التوحيد.

advertisement

الطريق إلى الحكم

في عام 1902، قرر الملك عبد العزيز العودة إلى الرياض واستعادة مملكته من يد آل رشيد. بمساعدة 40 رجلاً من أقاربه وأتباعه، نفذ هجوماً مفاجئاً على قلعة المصمك، التي كانت مقر حكم آل رشيد في الرياض. تمكن الملك عبد العزيز من اقتحام القلعة وقتل حاكمها عجلان بن عبد الله آل رشيد، وإعلان سيطرته على الرياض.بعد ذلك، بدأ الملك عبد العزيز في توسيع نفوذه في شبه الجزيرة العربية، وإقامة تحالفات مع قبائل مختلفة، وإبرام معاهدات مع الدول المجاورة. في عام 1904، أبرم معاهدة مع بريطانيا، التي اعترفت به كحاكم لنجد والأحساء، ووعدت بعدم التدخل في شؤونه. في عام 1912، أسس المجاهدين، وهو جيش من المتطوعين المؤمنين بالفكرة التوحيدية، والذين كانوا يقاتلون تحت قيادته.

في عام 1913، استولى الملك عبد العزيز على الحسا من يد العثمانيين، وفي عام 1919، استولى على حائل من يد آل رشيد. في عام 1921، أصبح أمير نجد والأحساء، وفي عام 1925، أصبح سلطان نجد والأحساء بعد أن ضم إلى مملكته منطقة جبل شمر. في عام 1926، أصبح ملك نجد والأحساء بعد أن ضم إلى مملكته منطقة حجاز، التي كانت تحت حكم شريف مكة حسين بن علي. في عام 1932، أصبح ملك المملكة العربية السعودية بعد أن أعلن اتحاد جميع المناطق التابعة له تحت هذا الاسم.

حروب التوحيد

advertisement

من أهم ما ميز حكم الملك عبد العزيز هو حروب التوحيد، التي كانت تهدف إلى نشر الإسلام والتوحيد والسنة في شبه الجزيرة العربية، ومحاربة الشرك والبدعة والخروج عن الولاء. كان الملك عبد العزيز يقود هذه الحروب بنفسه أو يوكلها إلى أبنائه أو قادته المخلصين، وكان يستعين بالمجاهدين، الذين كانوا يتلقون تعليماً دينياً وعسكرياً من علماء ومشايخ التوحيد.ومن أبرز حروب التوحيد التي خاضها الملك عبد العزيز هي:

advertisement

  • حرب حائل: وهي حرب استمرت من عام 1918 إلى عام 1921، بين الملك عبد العزيز وآل رشيد، الذين كانوا يحكمون حائل وجبل شمر. انتهت هذه الحرب بانتصار الملك عبد العزيز وضم حائل إلى مملكته، وإنهاء حكم آل رشيد.
  • حرب حجاز: وهي حرب استمرت من عام 1924 إلى عام 1925، بين الملك عبد العزيز وشريف مكة حسين بن علي، الذي كان يحكم حجاز وأعلن نفسه ملكاً للعرب. انتهت هذه الحرب بانتصار الملك عبد العزيز وضم حجاز إلى مملكته، وإسقاط حكم شريف مكة.
  • حرب أسير: وهي حرب استمرت من عام 1927 إلى عام 1930، بين الملك عبد العزيز وقبيلة آل مطير، التي كانت تقطن في منطقة أسير جنوب غرب شبه الجزيرة العربية. انتهت هذه الحرب بانتصار الملك عبد العزيز وضم أسير إلى مملكته، وإخضاع آل مطير لولائه.
  • حرب يمن: وهي حرب استمرت من عام 1932 إلى عام 1934، بين الملك عبد العزيز والإمام يحيى بن محمد، الذي كان يحكم المملكة المتحدة للإمامات في شمال الجزيرة العربية. انتهت هذه الحرب بانتصار الملك عبد العزيز وإبرام معاهدة تقسيم بينهما، تحدد فيها الحدود بين البلدين.

هذه الحروب كانت لها أثر كبير في توحيد شبه الجزيرة العربية تحت راية الملك عبد العزيز، وفي نشر الإسلام والتوحيد والسنة فيها، وفي تثبيت سلطته وشرعيته على مملكته. كما كانت لها أثر في تشكيل هوية وطنية سعودية، تجمع بين التاريخ والدين والثقافة.

العلاقات الخارجية

advertisement

كان الملك عبد العزيز حريصاً على تطوير العلاقات الخارجية لمملكته، وإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية وثقافية مع الدول المختلفة. كان الملك عبد العزيز يسعى إلى تأمين مصالح مملكته وحمايتها من التهديدات والتحديات، وإلى تعزيز دورها في المنطقة والعالم.ومن أبرز العلاقات الخارجية التي أقامها الملك عبد العزيز هي:

  • العلاقة مع بريطانيا: كانت بريطانيا من أولى الدول التي اعترفت بحكم الملك عبد العزيز، وأبرمت معه معاهدة في عام 1904، تضمنت احترام سيادته وحدوده، ووعدت بعدم التدخل في شؤونه. كما أن بريطانيا ساعدت الملك عبد العزيز في حروبه ضد آل رشيد وشريف مكة، وفي تسوية نزاعاته مع الإمام يحيى في اليمن، ومع فرنسا في سوريا. كانت العلاقة بين الملك عبد العزيز وبريطانيا قائمة على التفاهم والتعاون، رغم بعض التوترات التي حدثت في بعض المراحل.
  • العلاقة مع أمريكا: كانت أمريكا من أولى الدول التي أرسلت سفيراً إلى المملكة العربية السعودية في عام 1939، وأبرمت معها اتفاقية للتنقيب عن النفط في عام 1944. كان لقاء الملك عبد العزيز مع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في عام 1945 على متن سفينة كونسول في قنال السويس، من أشهر لقاءاته مع قادة العالم، حيث ناقشا قضايا هامة تتعلق بالأمن والسلام في المنطقة. كانت العلاقة بين الملك عبد العزيز وأمريكا قائمة على المصالح المشتركة، رغم بعض الخلافات التي حدثت في بعض الموضوعات.
  • العلاقة مع تركيا: كانت تركيا من أبرز المنافسين للملك عبد العزيز في شبه الجزيرة العربية، حيث كانت تحكم جزءاً منها خلال فترة حكم الإمبراطورية العثمانية. اشتبك الملك عبد العزيز مع تركيا في حروب عديدة، منها حرب حائل وحجاز وأسير. بعد انهزام تركيا في الحرب العالمية الأولى، انسحبت من شبه الجزيرة العربية، وأقامت علاقات ودية مع الملك عبد العزيز، واعترفت بحكمه وسيادته.
  • العلاقة مع مصر: كانت مصر من أقرب الدول العربية إلى الملك عبد العزيز، حيث كان يربطه بها تاريخ ودين وثقافة. كان الملك عبد العزيز يدعم مصر في قضاياها الوطنية، مثل الاستقلال عن بريطانيا، والمشاركة في الحرب العالمية الثانية، والنضال ضد إسرائيل. كما أن الملك عبد العزيز كان يستقبل في مملكته عدداً من المصريين المهمين، مثل الملك فاروق والرئيس جمال عبد الناصر والإمام حسن البنا والشيخ محمود شلتوت. كانت العلاقة بين الملك عبد العزيز ومصر قائمة على التآخي والتضامن، رغم بعض التحفظات التي حدثت في بعض الأحيان.

تنظيم الدولة وتأسيس السعودية الحديثة

لم يكتف الملك عبد العزيز بتوحيد شبه الجزيرة العربية تحت حكمه، بل سعى أيضاً إلى تنظيم الدولة وإصلاحها وتطويرها. كان الملك عبد العزيز يهتم بإقامة نظام حكم شرعي وعادل وحديث، وبإنشاء مؤسسات دولة قوية وفعالة، وبتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لشعبه.ومن أبرز ما قام به الملك عبد العزيز في تنظيم الدولة هو:

  • إصدار النظام الأساسي للحكم في عام 1926، والذي يعتبر أول دستور للمملكة، والذي حدد فيه مبادئ الحكم والسلطات والحقوق والواجبات.
  • إنشاء مجلس الوزراء في عام 1953، والذي يعتبر أول حكومة رسمية للمملكة، والذي يضم فيه مجموعة من الوزراء المسؤولين عن إدارة شؤون الدولة في مختلف المجالات.
  • إنشاء مجلس الشورى في عام 1927، والذي يعتبر أول برلمان للمملكة، والذي يضم فيه مجموعة من المشايخ والعلماء والأعيان، يستشارهم في الأمور المهمة.
  • إنشاء هيئة كبار العلماء في عام 1971، والتي تعتبر أعلى سلطة دينية في المملكة، والتي تضم فيها مجموعة من علماء أهل السنة والجماعة، يرأسها مفتي عام المملكة.
  • هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عام 1940، والتي تعتبر أحد أجهزة التطبيق الشرعي في المملكة، والتي تضم فيها مجموعة من المراقبين والدعاة، يقومون بإرشاد الناس إلى فعل الخير وترك الشر.
  • إنشاء نظام قضائي مستقل في عام 1928، والذي يقوم على أساس التطبيق الشرعي لأحكام الإسلام، والذي يضم فيه مجموعة من المحاكم المختصة بفصل القضايا المختلفة.
  • إنشاء نظام تعليمي حديث في عام 1932، والذي يقوم على أساس التوفير التعليم لجميع فئات المجتمع، والذي يضم فيه مجموعة من المدارس والجامعات والكليات التخصصية.
  • تطوير النظام الصحي في عام 1925، والذي يقوم على أساس تقديم الخدمات الصحية لجميع المواطنين، والذي يضم فيه مجموعة من المستشفيات والمراكز الصحية والمختبرات الطبية.
  • إنشاء نظام اقتصادي ناجح في عام 1938، والذي يقوم على أساس استغلال الثروات الطبيعية للمملكة، والذي يضم فيه مجموعة من الشركات والمؤسسات الاقتصادية، أبرزها شركة أرامكو للنفط.
  • إنشاء نظام اجتماعي متنوع في عام 1932، والذي يقوم على أساس تعزيز الانتماء الوطني والتآلف الاجتماعي، والذي يضم فيه مجموعة من الأنشطة والفعاليات والمهرجانات الاجتماعية، أبرزها مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة.

هذه بعض من إنجازات الملك عبد العزيز في تنظيم الدولة، التي كانت تحتاج إلى رؤية استراتيجية وقدرة تنفيذية وحكمة سياسية. كان الملك عبد العزيز يسير بخطى ثابتة نحو بناء دولة حديثة، تحافظ على هويتها الإسلامية والعربية، وتلبي احتياجات شعبها وتطلعاتها.

advertisement