advertisement

من هم المغول؟

advertisement

نبذة عن المغول

advertisement

المغول هم قوم رعاة عاشوا في الهضبة الآسيوية، وتحديدًا على هضبة منغوليا الفسيحة، التي تمتد من وسط آسيا إلى جنوب سيبيريا وشمال التبت وغرب منشوريا وشرق تركستان. يتكونون من جماعات متفرقة، تعيش كل جماعة منهم نمطًا مختلفًا من الحياة في هذه السهول الشاسعة.في القرون الوسطى والثانية عشرة، عاشت جماعة المغول بطابع متميز يتمثل في العنف والصراع ضد بعضهم وضد الجيران. عاشوا بجوار حضارات وممالك أخرى ذات شأن تاريخي، وكانوا يهاجمونها بين الحين والآخر، ثم يعودون إلى الفيافى الشاسعة التي يعيشون فيها.

يُذكر أن بعض المؤرخين يراودهم الاعتقاد بأن المغول جزء من شعوب التتار، وأن جنكيز خان كان أحد أبرز قادتهم. حيث استطاع جنكيز خان أن يجبر أكثر جماعات التتار على الاعتراف بسلطانه، ومن هنا ارتبط اسم المغول بكلمة “تتار” واصبح مرادفًا لها. وأصبح الكثير من التتار ينتسبون أنفسهم للمغول أكثر من أي وقت مضى، مما يشكل موضوعًا يستحق المعرفة والاطلاع.

ويُذكر في التاريخ أن المغول كانوا يعتنقون الوثنية ويعبدون قوى شريرة مثل الجن والشياطين، حيث كان الغالبية العظمى منهم من عبدة الشيطان. ورغم أن بعضهم اعتنق الديانة البوذية التي دخلت تلك المناطق من الهند، إلا أنهم كانوا أقلية، والغالبية لا تزال تعتقد أن الأديرة والمعابد تؤدي إلى فساد الأخلاق وتحث على الرحمة والإنسانية، وأن هذه الصفات لا تتناسب مع السيطرة، حيث يجب أن يسود البشر القوي القاتل. وبناءً على ذلك، قليل منهم اعتنقوا الديانات السماوية.

advertisement

تسميتهم بالمغول

هناك عدة تفسيرات محتملة لاسم المغول. واحد منها هو أنه مشتق من كلمة “منغ”، والتي تعني “شجاع” أو “جريء” باللغة المغولية وهذا يتفق مع الصفات التي اشتهروا بها المغول في حروبهم وغزواتهم.آخر تفسير هو أنه مشتق من اسم قبيلة “منغول”، والتي كانت واحدة من القبائل التي تحالفت مع جنكيز خان في تأسيس الإمبراطورية المغولية وهذا يعكس الأصل التاريخي للمغول كشعب قبلي.ثالث تفسير هو أنه مشتق من اسم نهر “منغول”، والذي كان يجري في منطقة سكن المغول الأصليين في شرق منغوليا  وهذا يدل على الارتباط الجغرافي للمغول بأرضهم.

ديانة المغول

تشير السجلات التاريخية إلى أن المغول كانوا يعتنقون الوثنية وكانوا من عبدة الشيطان والقوى الشريرة المختلفة مثل الجن والشياطين. وعلى الرغم من ذلك، اعتنق بعضهم الديانة البوذية التي وصلت إلى تلك المناطق من الهند بعد أن طُردت من شبه القارة الهندية. ومع ذلك، كانت هذه الحالات قليلة، بينما رأى الغالبية العظمى من المغول أن الأديرة والمعابد تعتبر وسيلة لترسيخ القيم الأخلاقية وتعزيز الرحمة والإنسانية. واعتبروا أن هذه الصفات لا تتلاءم مع السيادة، حيث يعتبرون أن الناس القوية والمقاتلة هم الذين يستحقون الهيمنة. وبالتالي، فإن العدد القليل من المغول الذين اعتنقوا الديانات السماوية الأخرى كانوا قليلين جدًا.

advertisement

قبائل المغول وفتوحاتهم

ظلت القبائل متنازعة حتى ظهور جنكيز خان الذي نجح في توحيد قبائل المغول والتتار والنايمان وميركت وكيرات تحت قيادته. بدأت فتوحاته في شمال الصين، حيث سيطر على معظمها، ثم توجه غربًا ودمر الدولة الخوارزمية واحتل ممالكها تباعًا، بدءًا من بلاد ما وراء النهر وصولاً إلى خراسان وفارس.

advertisement

انقسمت دولة المغول إلى ثلاثة أقسام، وكان القسم الجنوبي الغربي من نصيب هولاكو. تابعت جيوشه المسير حتى وصلت إلى بغداد عام 656 هـ، حيث قام المغول بغزو المدينة بالقوة، قتلوا الخليفة العباسي بعد أن أعطوه الأمان، ودمروا حامية بغداد. بعد ذلك، اجتاحوا بلاد الشام ودخلوا دمشق في مارس 1260م (658هـ).

في هذا الوقت، وصلت أخبار وفاة الخاقان الأعظم للمغول، مونكو خان، في قراقورم. تم استدعاء أولاد وأحفاد جنكيز خان إلى مجلس الشورى المغولي، المعروف بقورولتای، لاختيار الخاقان الأعظم الجديد للإمبراطورية. عاد هولاكو، الذي كان أخًا لمونكو خان ومرشحًا للعرش، بمعظم جيشه إلى فارس للمتابعة الدقيقة لأمور العاصمة المغولية في قراقورم بمنغوليا. وترك جيشًا صغيرًا من المغول في بلاد الشام بقيادة كيتوبوقا أو كتبغا، وهو قائد عسكري بارز من قبيلة النايمان.

advertisement

تعرض هذا الجيش لهزيمة على يد المماليك في معركة عين جالوت بفلسطين بقيادة بيبرس، على الرغم من أن القيادة العليا كانت بقيادة قطز. كما قام المغول بمحاولات لغزو اليابان وإندونيسيا وبورما وكوريا. نجحت قبيلة المغول الذهبية في اخضاع روسيا واحتلال ست دول أوروبية، وأيضًا قضوا على دولة الفايكنج (كييفن روس) ودمروا عاصمتها في كييف في أوكرانيا حاليًا.

الامبراطورية المغولية

تُعَدُّ الإمبراطورية المغولية أكبر إمبراطورية في تاريخ البشرية، حيث يُعتبر القرنين الثالث عشر والرابع عشر فترة العصر المغولي. وتُعزى انتشار الجيش المغولي بسرعة في العالم واحتلالهم للعديد من البلدان إلى الانضباط العسكري الصارم وعدم التسامح تجاه أي شخص خارج صفوفهم. وتشير بعض التقارير إلى أن عدد ضحايا المعارك والمجازر والفيضانات والمجاعات التي نجمت عن حروب وغزوات المغول اقترب من 40 مليون شخص كمعدل متوسط.

ووصفت المصادر القديمة غزوات المغول بأنها دمارًا شاملاً وغير مسبوق في بعض البلدان والمدن، وهذا أدى إلى تغيير في التركيبة السكانية لبعض مناطق آسيا. على سبيل المثال، في العديد من مناطق آسيا الوسطى التي كان يتحدث سكانها اللغات الآرية أو الإيرانية، استُبدِلَوا بشعوب تتحدث اللغات التركية. وعانى الجزء الشرقي من العالم الإسلامي من مجازر وذبح على يد المغول، وتحوَّلت شمال وشرق إيران إلى صحراء. وبين عامي 1220 و1260، تراجع عدد السكان في إيران من 2.5 مليون إلى 250 ألف نسمة بسبب الابادة الجماعية والمجاعات الواسعة النطاق.

الدول التي غزتها المغول

الدول التي غزتها المغول هي كثيرة ومتنوعة، فقد امتدت إمبراطورية المغول في ذروتها من البحر الأبيض المتوسط إلى بحر اليابان، ومن روسيا إلى كمبوديا، وشملت شعوبًا وثقافاتًا مختلفة.بعض الأمثلة على الدول التي غزتها المغول هي:

advertisement

  • الصين: بدأ جنكيز خان حملته ضد دولة شين شمالي الصين في عام 1209، واستمرت حتى عام 1234، حيث سقطت العاصمة يانجينغ. ثم استهدف خلفاء جنكيز خان دولة سونج جنوبي الصين، واستطاعوا السيطرة على معظم أراضيها بحلول عام 1279، حيث أسس قوبلاي خان أسرة يوان.
  • روسيا: بدأ باتو خان، حفيد جنكيز خان، حملته ضد روسيا في عام 1236، وحقق انتصارات كبيرة على الأمراء الروس والقبائل التركية. سقطت مدينة كييف في عام 1240، وأصبحت روسيا تحت حكم القبيلة الذهبية لأكثر من 200 عام.
  • الشرق الأوسط: بدأ هولاكو خان، حفيد جنكيز خان، حملته ضد الخلافة العباسية في عام 1256، وأخذ مدينة بغداد في عام 1258، وأنهى حكم العباسيين. ثم توجه إلى سوريا وفلسطين، وحارب الأيوبيين والمماليك. تمكن المماليك من صد هجومه في معركة عين جالوت في عام 1260، وأوقفوا تقدم المغول نحو مصر.
  • أوروبا: بعد اجتياح روسيا، استمر باتو خان في توسعه نحو أوروبا الشرقية والوسطى، وغزا بولندا والمجر ورومانيا وبلغاريا وصربيا. تصدى له جيش تحالف من فرسان التشيلية والفرسان التشيلية في معركة لجنتس في عام 1241، لكنه لم يستطع إجباره على التراجع. اضطر باتو خان إلى العودة إلى منغوليا بعد موت أخيه أوقطاي خان في نفس العام.

هذه ليست قائمة شاملة، فإمبراطورية المغول غزت أو تأثرت بالعديد من الدول والمناطق الأخرى، مثل كوريا والهند وفيتنام وتركيا وإيران وأفغانستان وغيرها.

advertisement