advertisement

القضاء على هولاكو وجيشه على يد المسلمين العرب (هزيمة التتار)

advertisement

هولاكو قائد التتار

advertisement

هولاكو هو حفيد جنكيز خان وحاكم المغول في إيران. ولد عام 1217م وتوفي عام 1265م.تولى هولاكو مهمة غزو إيران والشام والخلافة العباسية بأمر من أخيه منكو خان الذي كان خليفة المغول.قضى هولاكو على طائفة الإسماعيلية في إيران سنة 1256م بعد حصار قلاعهم وقتل أفرادها.ثم حاصر هولاكو بغداد سنة 1258م ودخلها بعد مقاومة ضعيفة من الخليفة المستعصم بالله. ارتكب هولاكو وجنوده مجازر في المدينة وقتلوا الخليفة وأسقطوا الخلافة العباسية.انتقل هولاكو إلى الشام واحتل مدنها مثل حلب ودمشق وحمص وحماة. أرسل رسائل تهديد إلى مصر لطلب خضوعها لسلطانه.استجاب سيف الدين قطز سلطان المماليك لتحدي هولاكو وجهز جيشًا لمواجهته. انضم إليه الظاهر بيبرس والشيخ العز بن عبد السلام.والتقى جيش المغول بقيادة كتبغا نوين بجيش المماليك في سهل عين جالوت في فلسطين سنة 1260م. انتصر المماليك بشكل حاسم وقتلوا كتبغا وأبادوا جيش المغول.كانت معركة عين جالوت فارقة في تاريخ الإسلام لأنها أوقفت تقدم المغول نحو مصر وأوروبا وحجمت قوتهم. أصبحت مصر قوة إسلامية رائدة في المنطقة.تأثر هولاكو بخبر هزيمة جيشه في عين جالوت وأرسل حملات انتقامية لكن دون جدوى. اعتنق هولاكو البوذية في آخر حياته. توفي هولاكو في أذربيجان سنة 1265م.

سيف الدين قطز وتولي حكم مصر

نظرًا لعدم إنجاب أيبك من زوجته شجرة الدر، قرر أيبك أن يجمع في حريمه عددًا من المحظيات ويتزوج ابنة بدر الدين صاحب الموصل. وقامت شجرة الدر بالتخطيط السري لقتله في ربيع الأول عام 655 هجريًا، أي بعد عام واحد من فتح بغداد على يد هولاكو. ومع ذلك، رفضت المماليك بقيادة أقطاى ذلك وقاموا بقتل شجرة الدر وتوجوا ابن أيبك، الذي كان في سن الخامسة عشرة، ملكًا واعتبروا الأمير سيف الدين قدوز (المعروف بقطز) أتابكا له.

advertisement

ثم قام قطز في ذي الحجة عام 657 هجريًا بإبعاد ابن أيبك عن العرش وتوج نفسه ملكًا بلقب الملك المظفر. سرعان ما أرسخ قوته في مصر وزاد عدد أنصاره بسبب حسن تصرفه وعدله وسخائه الذي لم يعرف حدودًا.وتزامن وصول رسل هولاكو إلى مصر لطلب الطاعة مع توسع سلطة الأمير قطز.

هولاكو يبعث رسولاً لتهديد مصر لقبول طاعته

أثناء توغل القائد التتاري هولاكو في حملته لفتح بغداد، قام بإرسال رسول إلى مصر ليدعو حاكمها لقبول طاعته والاستسلام له. تجاوز الأمير قطز، بعد التشاور مع كبار أمرائه، وقتل رسل هولاكو وتقدم بجنوده المدربين نحو فلسطين. وفي ذلك الوقت، كان هولاكو قد عاد إلى منغوليا تاركًا خلفه كيتوبوقا مع نحو عشرة آلاف فارس مغولي في الشام. وفي منطقة عين جالوت بفلسطين، تمكن قطز من إلحاق هزيمة ساحقة بقوات المغول، حيث لم ينجُ منهم سوى القليل، وأسر كيتوبوقا حيًا وقام بقطع رأسه في رمضان عام 658 هجريًا. يُعتبر “عين جالوت” أحد أهم أحداث تاريخ مصر والشام، حيث تصدى لزحف المغول على مصر. وعلى الرغم من هذا الحدث الكبير الذي أدى إلى هزيمة المغول، لم يُصب هولاكو بصدمة، بل كان هذا الحدث يعد ضربة لهيبة المغول. وعندما وصلته أنباء مصرع كيتوبوقا، أبدى أسفه وقرر الثأر له.

نهاية أسطورة المغول في عين جالوت على يد المسلمين

advertisement

advertisement

انتهت نهاية أسطورة المغول وجيش الخاقان الأعظم، التي كانوا يدّعون ويفترون بقيادة جنكيزخان وهولاكو. قبل مغادرة هولاكو الشام في عام 658 هـ (1260م)، أرسل رسالة خطية إلى سلطان مصر قطز عبر رسول، تحتوي على تهديدات وتخويفات. دعاه فيها إلى الاستسلام والتخلي عن السلاح، مؤكدًا على عدم جدوى المقاومة أمام قوته المسيطرة التي كانت تنال دائمًا النصر. ومع ذلك، لم يتأثر السلطان قطز بكلمات هولاكو وتهديداته، ولم تخيفه الرهبة والفزع كما حدث مع قادة آخرين في الشام. فقد أفضى اختيارهم الى التضحية بالعزة والكرامة والحياة تحت سلطة الآخرين بدلاً من الموت والاستشهاد في سبيل الدين والوطن والشرف.

كان السلطان قطز على قدر الحدث العظيم والمصير الجلل. قتل رسل هولاكو وخرج للقتال قبل وصول المغول، والتقى الفريقان في 15 رمضان 658 هـ الموافق 24 أغسطس 1260م، في موقعة مشهورة تسمى “عين جالوت” في فلسطين. هناك، قاد المسلمون بقيادة قتبغا حملة صادقة وشجاعة، وقاتلوا المغول بإصرار وشجاعة حتى ساعة الظهر، وكتب الله لهم النصر. تعد هذه الهزيمة الأولى في تاريخ المغول، بعدما كانت القلوب قد يئست من تحقيق النصر عليهم. كان لهذا الانتصار تأثيره العظيم على تاريخ المنطقة العربية والعالم الإسلامي، وليس فقط في تاريخ أوروبا بأكملها. تم الاحتفال في مصر بهذا الانتصار، التي تتمتع بحضارتها وثقافتها العريقة، وتم طرد المغول من دمشق. وأصبحت بلاد الشام، حتى نهر الفرات، تحت حكم المماليك، وتخلصت أوروبا من الشر العظيم الذي لم يكن أحد من ملوكها قادرًا على صده ومقاومته.

ما بعد هزيمة هولاكو

بعد هزيمة هولاكو من جيش المسلميب بقيادة  السلطان قطز، حدث الكثير من التغييرات في المنطقة. بدأ هولاكو يثأر لهزيمة جيشه في موقعة عين جالوت. حيث أرسل هولاكو جيشًا إلى حلب ونهبها، لكنه تعرض للهزيمة بالقرب من حمص في المحرم عام 659 هـ (ديسمبر 1260م)، واضطر للانسحاب إلى ما وراء نهر الفرات.وكانت الأحوال السياسية المغولية لم تكن مواتية لهولاكو ليستعيد غزواته على الشام ويستكمل ما بدأه. بعد وفاة “منكوقا آن”، تنازع أمراء البيت الحاكم على السلطة وانقسمت الإمبراطورية المغولية إلى ثلاث خانات مستقلة. استقل هولاكو بخانية فارس، وفيما بعد دخل في صراع مع “بركة خان” من قبيلة القبجاق المغول في جنوب روسيا، واشتعلت الحرب بينهما.حيث لاحظ أن قائد المغول هولاكو كان يعد نفسه نصيرًا وحاميًا للمسيحية بتأثير زوجته “طقز خاتون”. في الوقت نفسه، أسلم “بركة خان” وانضم لنصرة المسلمين. هذا الصراع أثر بشكل سلبي على نشاط هولاكو في الشام، ومن ثم، انشغل بالحروب الداخلية بين أمراء المغول، مما أدى إلى توقف تماماً لعمليات الغزو والتوسع في المنطقة.

advertisement

موت هولاكو قائد المغول

في تاريخ 19 ربيع الأول عام 663 هـ (9 يناير 1265م)، توفي قائد المغول والتتار هولاكو بالقرب من مراغة عن عمر يناهز 48 عامًا. ترك وراءه مملكة واسعة تعرف باسم إيلخانية فارس. لم يمضِ وقت طويل قبل أن تلحق به زوجته طقز خاتون، وكانت وفاتهما حزنًا عميقًا للمسيحيين في الشرق الذين رأوا فيهما قدوة نبيلة.

يذكر المؤرخون والخبراء أنه بعد أن انتهى هولاكو من فتح باقي إيران والشام، ركز على تعزيز قوته وتخصيص خصومه الشخصيين. كان أحد هؤلاء الخصوم هو ابن لجوجى يُدعى بركاي، الذي كان يحكم صحراء القبجاق. وبأمر من أخيه باتو، سعى بركاي لإعداد الأرضية لتولي منصب الخان واعتبر نفسه أعلى من هولاكو ويتحكم فيه. وصل التنافس بين هولاكو وبركاي إلى حد الحرب، حيث أرسل بركاي 30 ألف جندي من صحراء القبجاق إلى إيران لمحاربة هولاكو. عبرت القوات دربند في القوقاز وتوجهت إلى شروان.

هولاكو وصل أيضًا إلى شماض وهزم قوات بركاي، ثم توجه إلى دريند. أرسل ابنه أبقا خان إلى مملكة بركاي وقام بنهب أموالها، ولكن بركاي استعاد قوات جديدة وهاجم جيش أباخان عند نهر ترك وهزمه في جمادى الأولى عام 661 هـ. عاد أباخان إلى راغستان، وذهب هولاكو إلى تبريز لتعويض هذه الهزيمة والاستعداد للعام التالي.وقبل أن يشرع قائد المغول هولاكو في شن الحرب على بركاي وغيره من خصومه، تعرض للمرض في ربيع الأول من عام 663 هـ، وتوفي في 19 ربيع الآخر من نفس العام بجوار نهر جغاتو.

advertisement