advertisement

تأثير النفط على الاقتصاد الكويتي،وتوجهات مستقبلية

advertisement

الكويت هي دولة عربية تقع في شمال شرق شبه الجزيرة العربية، وتمتلك ثروة نفطية هائلة تجعلها من أغنى دول العالم. لقد شهدت الكويت تحولاً جذرياً في نمط حياتها ونشاطها الاقتصادي بعد اكتشاف النفط في أوائل القرن العشرين. فما هي ملامح هذا التحول وما هي أبرز قطاعات الاقتصاد الكويتي؟

advertisement

تأثير النفط على الاقتصاد الكويتي

لا شك أنّ النفط كان عاملاً رئيسياً في تغيير وجه الكويت ورفع مستوى معيشة سكانها. فقبل اكتشاف النفط، كانت الكويت تعتمد بشكل رئيسي على تجارة وصيد اللؤلؤ، وكان سكانها يعانون من فقر وجفاف. لكن بعد اكتشاف أولى آبار النفط في برقان سنة ١٩٣٨، تغير المشهد تماماً. فأصبحت الكويت من أهم مصدّري النفط في العالم، وبدأت تستورد المواد الغذائية والأدوات الكهربائية وغيرها من المنتجات. كما شهدت البلاد نمواً سكانياً وحضرياً ملحوظاً، وظهور مؤسسات مالية وخدمية حديثة. ففي سنة ١٩٥٢، تأسّس أول مصرف وطني، وفي سنة ١٩٦١، أصبحت الكويت دولة مستقلة، وفي سنة ١٩٦٢، صدر دستورها، وفي سنة ١٩٧٥، انضمّت إلى منظمة أوبك.

قطاعات اقتصادية رئيسية

advertisement

1- الموارد المعدنية

لا يزال قطاع الموارد المعدنية هو المحرّك الأساسي للاقتصاد الكويتي، حيث يشكّل نحو 90% من إجمالي صادراتها. وتملك الكويت ربع احتياط العالم للنفط، أي 13,2 مليار طن. وبلغ إنتاجها من الغاز الطبيعي سنة 1993 نحو 4,47 مليار م3، أما احتياط الغاز الطبيعي فهو يصل إلى 1500 مليار م3. وهي تحتل بالتالي المرتبة الرابعة من حيث احتياط النفط، والمرتبة الحادية عشرة من حيث إنتاجه والمرتبة الحادية والعشرين من حيث احتياط الغاز الطبيعي.

2- الزراعة

على الرغم من قلّة المساحة الزراعية وندرة المياه، فإنّ الكويت تولي اهتماماً بقطاع الزراعة كوسيلة لتنويع مصادر دخلها وتأمين جزء من احتياجاتها الغذائية. وتشمل الزراعة الكويتية الخضار والفاكهة، مثل البندورة والبصل والشمّام والخيار. لقد انتجت مثلاً 34000 طن من البندورة و20000 طن من البصل و5000 طن من الشمّام و1000 طن من الخيار، سنة 1993. كما تعتبر تربية الماشية من أهم عناصر الزراعة في الكويت. ووصل عدد الأغنام إلى 297000 رأس وعدد الطيور إلى 21000 وعدد الجمال إلى 6000، سنة 1992.

advertisement

advertisement

3- الصناعة

يركز قطاع الصناعة في الكويت على مجالات مرتبطة بالنفط، مثل تكريره وإنتاج المشتقات البتروكيمائية. كما يشمل قطاع التصنيع بعض المنتجات مثل المواد الغذائية والمشروبات والأدوية والأسمدة. وتسعى الحكومة إلى تطوير هذا القطاع بإقامة مشاريع صناعية جديدة وجذب رؤوس أموال خارجية. لكن يلاحظ أنّ طاقة التكرير في الكويت لا تزال ضئيلة مقارنة بضخامة إنتاجها من النفط، حيث تبلغ طاقتها التكريرية نحو 30 مليون طن.

4- قطاع التجارة والخدمات

يشهد قطاع التجارة والخدمات في الكويت نمواً ملحوظاً بفضل زيادة الدخل القومي وارتفاع مستوى المعيشة. يضم هذا القطاع أنشطة متنوعة مثل التجارة الخارجية والتجارة الداخلية والسياحة والاتصالات والنقل والتأمين. كما يشمل هذا القطاع القطاع المصرفي وسوق المال، اللذان يلعبان دوراً رئيسيًّا في تمويل المشاريع وتحفيز النشاط الاقتصادي.

advertisement

التوجّهات المستقبلية للإقتصاد الكويتي

النفط هو المصدر الرئيسي للدخل والثروة في الكويت، وله تأثير كبير على التجارة الخارجية والمالية العامة والنمو الاقتصادي للبلاد. وفقاً للبنك الدولي، يتوقع أن يبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للكويت 5.7% في 2022، وهي ثاني أفضل نسبة نمو خليجية بعد المملكة العربية السعودية. ويرجع هذا النمو إلى ارتفاع أسعار النفط مؤخراً، وزيادة إنتاج الكويت بناء على اتفاقية “أوبك+”، التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين العرض والطلب في سوق النفط.ولكن هذا النمو ليس مستداماً على المدى الطويل، فالاقتصاد الكويتي يعاني من اعتماد كبير جداً على النفط، وعدم تنويع مصادر الدخل والاقتصاد. فالإيرادات الهيدروكربونية تشكل 90% من الميزانية العامة، والقطاع النفطي يساهم بنحو 53% من إجمالي الناتج المحلي. وهذا يجعل الكويت عرضة لتذبذبات أسعار النفط، التي تؤثر على حجم الإيرادات والإنفاق والإستثمارات والدين والتضخم في البلاد.لذلكتسعى الحكومة الكويتية إلى تحقيق التنمية المستدامة للاقتصاد، بالإستفادة من ثرواتها المالية والطبيعية، وبالإستثمار في قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة والبحث العلمي. كما تهدف إلى تخفيض اعتمادها على قطاع النفط وتنويع مصادر الدخل وتعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد. ومن بين التوجهات المستقبلية للاقتصاد الكويتي، نذكر ما يلي:

  • تطوير البنية التحتية والمشاريع العملاقة، مثل مدينة الشيخ جابر الأحمد الذكية، ومدينة صباح الأحمد البحرية، ومدينة المطلاع، ومشروع ميناء مبارك الكبير، ومشروع جزيرة بوبيان، ومشروع مدينة السيلك. هذه المشاريع تهدف إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين، وتوفير فرص عمل واستثمار، وتعزيز التنافسية الدولية للكويت.
  • تحسين المناخ الاستثماري والتشريعي، من خلال إصدار قوانين ولوائح تشجع على جذب رؤوس الأموال الأجنبية والخاصة، وتسهيل إجراءات الترخيص والتسجيل والضرائب، وتحقيق المساواة بين المستثمرين المحليين والأجانب، وتحقيق الشفافية والحوكمة في إدارة المشاريع.
  • تطوير قطاعات اقتصادية جديدة أو غير نفطية، مثل قطاع التكنولوجيا والابتكار، وقطاع الطاقة المتجددة، وقطاع التجارة الإلكترونية، وقطاع التعليم والصحة. هذه القطاعات تهدف إلى تحقيق التنوع الاقتصادي، وخلق قيمة مضافة، وزيادة كفاءة استخدام الموارد، ورفع مستوى المهارات والكفاءات للقوى العاملة.
  • تحسين التكامل الإقليمي والدولي للاقتصاد الكويتي، من خلال المشاركة في المبادرات والاتفاقات التجارية مع دول أخرى، مثل اتفاقية التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، واتفاقية التجارة الحرة مع دول منظمة التجارة العالمية، واتفاقية التجارة الاقتصادية مع دول مبادرة الحزام والطريق، واتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي. هذه المبادرات والاتفاقات تهدف إلى تعزيز التبادل التجاري والاستثماري والثقافي بين الكويت وشركائها، وتوسيع أسواقها وفرصها، وتحسين موقعها الإستراتيجي في المنطقة.

هذه هي بعض من التوجهات المستقبلية للاقتصاد الكويتي، التي تعكس رؤية الكويت ٢٠٣٥، والتي تسعى إلى جعل الكويت مركزًا ماليًا وتجاريًا عالميًا.

advertisement