advertisement

اصول دولة الإمارات العربية

advertisement

دولة الإمارات العربية المتحدة هي دولة اتحادية تضم سبع إمارات هي: أبو ظبي، دبي، الشارقة، عجمان، أم القيوين، رأس الخيمة والفجيرة. تقع هذه الدولة في شرق شبه الجزيرة العربية وتطل على الخليج العربي من الشمال والغرب وخليج عمان من الشرق. لهذه الدولة تاريخ عريق وحضارة غنية تعود إلى آلاف السنين. في هذا المقال سنتعرف على أصول دولة الإمارات العربية المتحدة وكيف تشكلت وتطورت عبر الزمن.

advertisement

الأصول القديمة لدولة الامارات

أثبتت الآثار التي عثر عليها المنقّبون الوطنيّون والأجانب سنة ١٩٥٨ من مدافن حجرية وأوانٍ فخارية أنّ لهذه المنطقة تاريخاً قديماً جداً يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد. ويظن بعض الباحثين أنّ جذور الإمارات تمتد إلى العصر الحجري الحديث بسبب المواقع البشرية التي تمّ اكتشافها بالقرب من جنوب العراق ومدينة العين. ولقد عاشت في هذه المنطقة في النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد شعوب تأثرت بالحضارة السومرية وحضارة وادي السند وجنوب إيران. ولعبت المبادلات التجارية دوراً مهمّاً في حياة تلك الشعوب إذ كانت هذه المنطقة محطة للقوافل التجارية البحرية والبرية. غير أنّه على الرغم من الآثار التي عثر عليها يصعب على الباحثين تحديد هويّة السكّان الذين قطنوا هذه المنطقة ومعرفة لغتهم.ويمكن تقسيم هذا التاريخ إلى ثلاث فترات رئيسية: العصر الحجري، العصر البرونزي والعصر الحديدي.

  • في العصر الحجري، كانت المنطقة مأهولة بجماعات بدوية تعتمد على الصيد وجمع النباتات. كما صنعوا أواني فخارية وأدوات حجرية متطورة. عُثر على آثار هذه الفترة في عدة إمارات، مثل أبو ظبي، الشارقة، أم القيوين ورأس الخيمة. تعود هذه الآثار إلى فترة تسمى فترة العبيد، التي تقع بين 6000 ق.م و3500 ق.م.
  • في العصر البرونزي، نشأت حضارات متقدمة في المنطقة، تستخدم المعادن والأنصال في صناعة الأسلحة والأدوات والزخارف. كما ازدهرت التجارة البحرية مع مناطق أخرى من آسيا وأفريقيا. تنقسم هذه الفترة إلى ثلاث فترات فرعية: فترة جبل حفيت، التي تقع بين 3200 ق.م و2500 ق.م، وسُمِّيَت بهذا الاسم بسبب المقابر المشيدة من حجارة غير مصقولة في جبل حفيت بالعين. فترة أم النار، التي تقع بين 2500 ق.م و2000 ق.م، وسُمِّيَت بهذا الاسم بسبب اكتشاف آثار وأنصاب قديمة في جزيرة أم النار بأبو ظبي. فترة وادي سوق، التي تقع بين 2000 ق.م و1300 ق.م، وسُمِّيَت بهذا الاسم بسبب أحد المواقع الأثرية في وادي سوق بالعين.
  • في العصر الحديدي، شهدت المنطقة تطوراً في استخدام نظام “الأفلاج” لاستخراج الماء من الآبار والزراعة في ظروف مناخية جافة. كما استمرت التجارة مع المناطق المجاورة، خاصة مع إيران والهند. عُثِرَ على آثار هذه الفترة في دبا-الفجيرة، حيل-الغاف، ملحه-الشاملية وغيرها من المواقع.

advertisement

التأثيرات اليونانية والرومانية

لقد طبع العهد اليوناني تاريخ الخليج القديم بشكل ملحوظ إذ ازدهرت في تلك الفترة الملاحة والتجارة بين هذه المنطقة وباقي أنحاء العالم. ويظن بعض المؤرخين أنّ الأسكندر المقدوني أدرك ما لموقع هذه المنطقة من أهمية استراتيجية فأرسل أحد قوّاده وهو نيارخوس سنة ٣٢٤ قبل الميلاد في محاولة للسيطرة على تجارة الطيّب والمرّ والبخور المزدهرة آنذاك. ولم تتوقف محاولاته عند هذا الحدّ، بل أرسل فرقاً أخرى وقوّاداً آخرين للاستطلاع حول الساحل العربي غير أنّ جفاف المنطقة وقسوة مناخها حالا دون نجاح هذه المهمة. واستمرّ الاسكندر في محاولاته حتى وفاته في بابل سنة ٣٢٣ قبل الميلاد. ورد في كتابات مؤرّخي الاسكِندر أنّ الفينيقيْين قد وضعوا يدهم في القرن الرابع قبل الميلاد على التجارة في الخليج وألقوا الضوء على سائل أسود لزج يشعل المصابيح فاعتبر ذلك أوّل إشارة لوجود النفط . وحاول الأمبراطور الروماني تراجان أن يكمل ما بدأه الاسكندر فأرسل جيوشه إلى الخليج. لكنها سرعان ما وجدت عدوّاً جديداً لها يتمثّل بالفرس. فدارت معارك عنيفة بين الفريقين انتهت بفوز فريق ثالث يضمّ العرب الذين عرفوا قوّة لا مثيل لها في تلك الفترة.

العصر الاسلامي في الامارات

advertisement

فتح القائد العربي عمرو بن العاص هذه المنطقة وطرد منها الغزاة والمحتلّين فاختبرت لأوّل مرّة فترة من الإستقرار والهدوء. وعرفت مرحلة من الازدهار التجاري في عهد الخلافة الأموية عندما طوّر مجال الملاحة وعرفت الأشرعة المثلّثة وهذا إنجاز مهمّ نقله عنهم البرتغاليّون في ما بعد. وقال المؤرّخ بانيكار عن ذلك:”ربّما شاقنا أن نلحظ أنّ تزويد السفن بالأشرعة المثلّثة كان من المستحدثات التي نقلها البرتغاليّون عن العرب، ذلك أنّ العرب عندما نزلوا إلى البحر أدخلوا التعديل على الأشرعة التي كانت تستخدم قبل ذلك فخفّفوا من وزن العرق المستعرض وأطالوه ورفعوا قيمة الشراع إلى أعلى كثيراً وشقّوا قاعدته وسرعان ما حصلوا على ذلك الشراع المثلّث الذي لعلّه سيظل حيّاً في حين تندثر كل آية أخرى من آيات طاقتهم المبكرة” .

advertisement

في العصور الحديثة: تغيير الأوضاع السياسية والاقتصادية في منطقة الخليج

في سنة ١٤٩٢، انقلبت الأوضاع في منطقة الخليج وما حولها بعد انتهاء فترة العزّ التي عاشها العرب. فتعرّضوا لهزيمتين مؤثرتين أضعفتا سلطتهم، حيث تم تقويضهم في المنطقة التي فتحت أبوابها أمام العدو الغازي.استهلكت أولى هذه الهزائم حينما قامت قشتالة بغزو مملكة غرناطة في شبه الجزيرة الإيبرية، وذلك بعد صراع طويل امتد حوالي عشر سنوات. كانت تلك الهزيمة الأولى تهدمًا للسلطة العربية في المنطقة، وممولةً بشكل أساسي من قبل الفاتيكان.وفي بداية القرن التاسع عشر، ظهرت قوتان عربيتان جديدتان في المنطقة. أحدهما كانت قبيلة بني ياس، التي تُعَتَبَر جذورها جزءًا من سلطة دولة الإمارات الحالية. وأما القوة الثانية فكانت في قبيلة القواسم التي شكلت قوة بحرية قوية تحدت الأساطيل البريطانية والفرنسية.

مع تصاعد القوى العربية والمنافسة من قبل القوى الأوروبية، تراجعت سيطرة البرتغال في المنطقة، وتمكّنت بريطانيا من طرد البرتغاليين واستعادة السيطرة على المنطقة سنة ١٦٢٥، وبذلك تم انتزاع النفوذ البرتغالي وضعف سيطرتهم.مع تغير التوجهات السياسية وتنامي تأثير بريطانيا، عُقِدَت معاهدات مع شيوخ الإمارات بهدف تعزيز النفوذ البريطاني وتأمين مصالحهم، مثل معاهدة السلام البحري الدائم في أوائل القرن التاسع عشر. أما تطور الوضع بعد استقلال الهند، فشهد تدخلًا أكبر من بريطانيا في الشؤون الإقليمية.

الاستقلال والاتحاد

advertisement

استقلال الإمارات واتحادها هو حدث تاريخي مهم جداً في حياة الشعب الإماراتي، فهو يمثل بداية مرحلة جديدة من النهضة والتقدم والوحدة. في هذا المقال، سأحاول أن ألخص لك أهم المعلومات عن استقلال الإمارات وكيف تحقق.

  • قبل استقلال الإمارات، كانت المنطقة تسمى مشيخات الساحل المتصالح، وكانت تحت الحماية البريطانية منذ عام 1820. وفي عام 1968، أعلنت بريطانيا نيتها سحب قواتها من الخليج بحلول عام 1971. وهذا دفع حكام الإمارات إلى التفكير في تشكيل اتحاد دائم بينهم لضمان استقرارهم وأمنهم.
  • في 18 يوليو 1971، اجتمع حكام ست إمارات هي أبو ظبي، دبي، الشارقة، عجمان، أم القيوين، والفجيرة في ضيافة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في قصر السمحة في أبو ظبي، وأعلنوا تأسيس دولة اتحادية مستقلة ذات سيادة باسم دولة الإمارات العربية المتحدة.
  • في 2 ديسمبر 1971، تم الإعلان رسمياً عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في قصر زعبيل في دبي، ورفع علم الدولة لأول مرة. وفي نفس اليوم، انضمت إلى جامعة الدول العربية والتعاون الخليجي.
  • في 10 فبراير 1972، أعلنت إمارة رأس الخيمة انضمامها إلى الاتحاد لتكتمل عقد الإمارات السبع. وفي نفس الشهر، انضمت إلى منظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة.

وهكذا تحقق حلم قادة وشعب الإمارات بالوحدة والاستقلال، وأصبحت دولة موحدة تسير بثقة نحو التطور والرخاء.

advertisement