advertisement

قصة التوأم المزعج الذي حيرت العلماء

advertisement

التوأم المزعج هو لقب أطلق على الأختان التوأمان «جريتا وفريدا شابلن»، اللتان كانتا لغزًا محيرًا للمتأملين في حالتهما الغريبة. فهاتان الأختان جاءتا إلى الدنيا بصفات متماثلة تمامًا، وبدا كأن كلًا منهما مرآة حقيقية للأخرى. فهما متماثلتان في التفكير وفي الجسم وفي السلوك، حتى العاطفة والإحساس. ولذلك كان هناك انسجام تام في الحياة بينهما، لدرجة أنهما تصورتا نفسيهما واحدة من صور أساطير الخيال العلمي الجامح.

advertisement

كيف اشتهر التوأم المزعج؟

قد أطلق عليهما «التوأم المزعج» وأحيانًا «الوباء»… ومسميات أخرى كثيرة، وذلك من خلال الإعلانات الصحفية التي جرتهما وقادتهما إلى تطلعات ونظرات متعمقة من الناس. وعندما كبر هذا التوأم عمل بالغناء المزدوج (دويتو)، وكانت الأختان لا تخطئان توقيت نطق الكلمات أبدًا حيث تخرج الحروف من شفتيهما في نفس اللحظة. ونتيجة لتصرفاتهما المزعجة ومضايقتهما المستمرة طوال 20 سنة لجارهما (كن إيفيسون) البالغ من العمر 56 سنة، فقد حكمت عليهما المحكمة بالسجن لمدة 6 أسابيع في شهر مايو عام 1981، وكان عمرهما حينئذ 39 عامًا. ويحكى أنهما عند خروجهما من السجن قد قدَّمَ لهما الإخصائي الاجتماعي قطعة من الصابون – كهدية – لكل منهما، وكان لونا القطعتين مختلفين. فما كان منهما إلا أن قطعتا الصابونتين وتبادلتا النصفين مختلفي اللون.

تصرفات التوأم المزعج

advertisement

advertisement

وكان أسلوب تناولهما للطعام نفس الأسلوب، وفي نفس التوقيت حيث يضعان الطعام في فمهما في وقت واحد ويبلعانه في وقت واحد. وربما تبدأ إحداهما جملة معينة لتنهيها الأخرى بنفس الكلام والترتيب. ولقد صار هذا التخاطر (التوافق الفكري) مثار حيرة وبحث على مدى طويل. ويقول أحد الأطباء الذي بحث هذه الحالة وهو الدكتور (ويلفريد هيوم) إنه لم يتعرض لمثل هذه الحالة طوال حياته لأنهما يعتمدان على بعضهما البعض اعتمادًا كليًا. وكان كل ما يخشاه أن تموت إحداهما فلا تستطيع الأخرى الحياة بدون شقيقتها وتوقع أن تتسبب الحالة النفسية في وفاتها سريعًا.

كيف عاش التوأم المزعج بعد السجن؟

وبعد الخروج من السجن عملت الأختان في توصيل المشتروات إلى المنازل، وكانتا تحملان نفس السلع وفي نفس الحقائب أو الأكياس ومن نفس المحل. وكان يمكن لكل منهما أن تتحرك بعيدًا عن الأخرى نتيجة طبيعة العمل إلا أنهما لم يستطيعا الانفصال والتحرك بحرية. وفي حوار تلفزيوني معهما، لم يجدا تفسيرًا لهذا الارتباط الفكري والذهني وقالتا إنهما تتحركان مثل التوائم الملتصقة (السيامية Siamese Twins) وقد عبرتا عن حزنهما نتيجة نظرات الناس إليهما وضحكاتهم في الشارع. وكان لديهما شعور بأن الناس لا تعطف عليهما ولا ترحم ظروفهما، وقالتا إنهما تريدان أن تنفصلا عن العالم، وتعيشان مع بعضهما في عزلة فإنه لا يمكن أن يكونا سعيدتين إذا انفصلتا وتباعدت كل منهما عن الأخرى. ويقول الدكتور (ديفيد وستبارى) الذي درس هذه الحالة أيضًا، لا يوجد أي تفسير طبي لهذه الظاهرة، وليس أمامنا إلا أن نبقيهما متجاورتين كما تريدان.

توفيت غريتا بسرطان المبيض عن عمر يناهز 64 عامًا في عام 2007،وكانت فريدا زور قبر أختها كل يوم.ثم توفيت فريدا شابلن لأسباب غير معروفة عن عمر يناهز 77 عامًا في مايو 2020 بعد 13 عامًا من وفاة شقيقتها التوأم جريتا.

advertisement