advertisement

حلقات النحاس للأعناق: عادة غريبة في بورما

advertisement

تختلف عادات الشعوب واعتقاداتها من بلد إلى آخر ، ومن منطقة إلى أخرى. ورغم تقارب العالم وزيادة صلاته بفضل التكنولوجيا الحديثة التي جعلت منه قرية صغيرة ، إلا أن هناك في كل دولة من يصر على التمسك بتقاليده ، خاصة إذا كانت هذه التقاليد مبنية على معتقدات معينة.

advertisement

ومن بين العادات الغريبة التي لا تزال موجودة حتى اليوم في جمهورية بورما ، هي عادة تغليف الأعناق والسيقان بحلقات من النحاس لدى النساء. وتضاف حلقات جديدة كل فترة من الزمن. وتقع بورما في جنوب شرق آسيا ، وعاصمتها هي رانجون ، وتبلغ مساحتها 676552 كيلومترًا مربعًا. وهي على شاطئ خليج البنغال.

والسبب وراء هذا التقليد هو اعتقاد النساء بأن حلقات النحاس تبعد عنهن هجمات السفاحين ومصاصي الدماء. وتبدأ هذه العادة منذ الطفولة ، ثم تضاف حلقة كل فترة. وهذه الحلقات لا تطيل الرقبة ، وإنما تدفع عظام الترقوة والضلوع السفلى.

وبعض النساء يقومن بصناعة هذه الحلقات وبيعها للسياح. وتستطيع المرأة أن تكسب 40 دولارًا شهريًا من هذا العمل. وهكذا ، فإنهن يستفدن من تراث الماضي للاستعانة به على جفاء الحاضر.

advertisement

أصول هذه العادة

لا يوجد إجابة قطعية على سؤال كيف نشأت هذه العادة ، لكن هناك بعض الروايات المختلفة. إحدى هذه الروايات تقول إن هذه العادة نشأت في قديم الزمان عندما كان يهدد قبيلة كارين (التي تشكل أكبر أقلية عرقية في بورما) خطر التهام نسائهم من قبل نمور مفترسة. فأخذ رجال القبيلة يضعون حول أعناق نسائهم حلقات نحاسية لحمايتهم من لدغات النمور.

رواية أخرى تقول إن هذه العادة نشأت في فترة حكم الملك مانيراثيرا(1310-1335)، والذي كان يستولي على نساء قبيلة كارين لإضافتهن إلى حريمه. فأخذ رجال القبيلة يضعون حول أعناق نسائهم حلقات نحاسية لجعلهن غير جذابات للملك.

advertisement

تأثير هذه العادة على صحة وحياة النساء

advertisement

تؤثر هذه العادة بشكل سلبي على صحة وحياة النساء اللواتي يرتدين حلقات النحاس. فهذه الحلقات تسبب ضغطًا على الأوعية الدموية والأعصاب والجلد ، مما يؤدي إلى تورم والتهاب وخدر في المنطقة. كما تسبب هذه الحلقات تشوهًا في عظام الترقوة والضلوع ، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس والبلع والحركة.

كما تؤثر هذه العادة على حياة النساء من ناحية اجتماعية وثقافية. فالنساء اللواتي يرتدين حلقات النحاس يصبحن جزءًا من التراث السياحي لبورما ، ويتم استغلالهن كوسيلة لجذب الزوار وزيادة الدخل. كما يصبحن محرومات من التعليم والتطور والاندماج في المجتمع المحيط بهن.

تقاليد مشابهة لحلقات النحاس في آسيا

هناك بعض التقاليد المشابهة لحلقات النحاس في آسيا ، ولكنها ليست شائعة جدًا. وفيما يلي بعض الأمثلة:

advertisement

  • في تايلاند ، هناك قبيلة تسمى كارين بادونغ أو “النساء الزرافة” ، وهي مجموعة عرقية فرعية من قبيلة كارين. تضع النساء في هذه القبيلة حلقات نحاسية حول أعناقهن منذ سن الخامسة ، وتضيف حلقات جديدة كل عام. يقال إن هذه العادة تهدف إلى تجميل النساء وحمايتهن من الأرواح الشريرة.
  • في الصين ، هناك قبيلة تسمى مياو أو همونغ ، وهي مجموعة عرقية تعيش في جنوب غرب الصين وبعض دول جنوب شرق آسيا. تضع النساء في هذه القبيلة حلقات نحاسية حول ساقيهن وذراعيهن كزينة ورمز للثروة والمكانة الاجتماعية. كما تستخدم الحلقات كأدوات للدفاع عن النفس في حالة الهجوم.
  • في إيران ، هناك عادة تسمى باند بازو ، وهي عادة قديمة تستخدم في بعض المناسبات مثل الأفراح والأعياد. تتألف هذه العادة من لف شرائط من القطن أو الحرير حول المعصمين أو الكوعين أو الساقين. يقال إن هذه الشرائط تحمل مغزى روحاني وتجلب الحظ والبركة.

كم عدد حلقات النحاس التي يضعنها؟

عدد الحلقات النحاسية التي يضعنها النساء في بورما يختلف من شخص إلى آخر ، ويعتمد على عوامل مثل العمر والتقاليد والرغبة الشخصية. النساء في قبيلة كارين بادونغ في تايلاند (وهي مجموعة عرقية فرعية من قبيلة كارين في بورما) يضعن حلقات نحاسية حول أعناقهن منذ سن الخامسة ، ويضيفن حلقة جديدة كل عام. ويقال إن عدد الحلقات يصل إلى 25 حلقة في بعض الحالات ، وأن وزنها يصل إلى 5 كيلوغرامات.وحسب ناشيونال جيوغرافيك ، فإن النساء في قبيلة كارين في بورما يضعن حلقات نحاسية حول أعناقهن منذ سن الخامسة أو السادسة ، ويضيفن حلقة جديدة كل عامين أو ثلاثة. ويقول احد المؤلفين إنه رأى امرأة تضع 32 حلقة ، وأخرى تضع 37 حلقة. وأضاف أن وزن الحلقات يتراوح بين 3 إلى 10 كيلوغرامات.

advertisement