advertisement

تاريخ عرب الشمال وموطنهم في شبه الجزيرة العربية (الاسماعيلية أو العدنانية)

advertisement

عرب الشمال

advertisement

عرب الشمال، المعروفون أيضًا باسم الاسماعيلية أو العدنانية، هم جماعة عربية يقطنون شمال بلاد اليمن في منطقة تهامة والحجاز ونجد وتمتد مواطنهم شمالًا حتى مشارف الشام والعراق. يعتقدون أن أصلهم يعود إلى إسماعيل بن إبراهيم، وتقوم حكاية إسماعيل لديهم على أساس ما ورد في التوراة حول إخراجه وأمه إلى برية سبع واستقرارهم في برية فاران. يقولون أن أولاده أصبحوا آباء للقبائل التي نشأت بين حويلة وشور، وكانت شور تقع بالقرب من بحر السويس وحويلة خولان في شمال اليمن، وبينهما توجد نجد والحجاز وتهامة ومدين وجزيرة.

يروي العرب قصة أن إسماعيل استقر في مكة بدلاً من برية فاران، وأنه تزوج امرأة من جرهم صحاب مكة وأنجب منها ١٢ ولدًا. هناك رواية ثالثة تختلف عن أصل هؤلاء العرب. وتشير الروايتان الأولتان إلى أن إسماعيل نشأ وترعرع في البادية وكان يمارس الرماية بالقوس مثل سكان البادية، وأنه ترك وراءه ١٢ ولدًا، وأسماؤهم تتطابق بعضها مع أسماء بعض قبائل الشمال، ولكنهم اختلفوا في المكان الذي استقروا فيه إسماعيل. التوراة تقول إنها برية فاران أو جبل فاران، بينما يقول العرب إنها مكة في الحجاز. وكلاهما يتفقان على أنها تقع بالقرب من العقبة شمال جزيرة سيناء. يمكن تفسير الروايتين بسهولة بناءً على معرفتنا بأن جبال مكة أو جبال الحجاز تسمى أيضًا فاران، لذا يكون المقصود بالبرية التي استقر فيها إسماعيل هو برية الحجاز، أو أنه استقر في تاء ثم انتقل إلى الحجاز واستقر هناك وتزوج. ولم تذكر التوراة أصلاً لإسماعيل بعد وفاة والده إلا عندما حضر جنازته.

التاريخ

advertisement

تاريخ عرب الشمال يمتد إلى العصور القديمة في جزيرة العرب، وخاصة عندما نتحدث عن قصة الإسماعيلية. فتاريخ الإسماعيلية يعود إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، ويعتقد أنهم كانوا قبائل غير نشطة سياسياً، ولم يقموا بتأسيس دول، بل استخدمتهم الدول العربية الأخرى في اليمن ومشارف الشام والعراق في التجارة بين الممالك في تلك الحقبة الزمنية. يشار إليهم أحيانًا بالإسماعيلية وأحيانًا بالقيدار أو غير ذلك.

أقدم المعلومات التي تناولتها العرب حول أخبار الإسماعيلية مأخوذة من اليهود، ولذلك تحمل طابعاً عربياً، وتلخص في أن إسماعيل، عندما وصل إلى مكة، وجد هناك بقية من جرهم وآخرهم مضاض بن بشير. تزوج إسماعيل من بناتهم وتعلم اللغة العربية منهم وتناسل فيهم، وكانوا هم أبناء إسماعيل العرب الإسماعيلية ويسمون بالمستعربة لأنهم دخلوا في العرب وليسوا منهم، بنفس الطريقة التي فعلها القحطانية في اليمن قبلهم. وأشهر أبناء إسماعيل قيدار، واسمه مذكور في التوراة. وتناسل من قيدار أجيال كثيرة حتى ولد عدنان، وهم العرب الإسماعيلية أو العدنانية.

أقدم المعلومات التي توصلنا إليها عن أخبار هذه القبائل وصلتنا عن طريق التوراة. ففي سفر التكوين، أثناء قصة يوسف، يذكر وصول قافلة من الإسماعيليين قادمة من جلعاد وتحمل الكثير من الثروة والبضائع وتوجه نحو مصر. وذلك كان في القرن الثامن عشر قبل الميلاد. وأيضًا في سفر القضاة، يتم ذكر الإسماعيليين ومشاركتهم في الحروب ضد إسرائيل. كما يتم إشارة إليهم بأسماء مختلفة مثل “بني المشرق” و”الإسماعيليين”.

بعد ذلك، في القرن السادس قبل الميلاد، جاء نبوخذنصر (بختنصر) وسيطر على شمال جزيرة العرب وهزم القبائل الإسماعيلية أو بني قيدار وبني المشرق في البادية. تم ذكر هذا الحدث في سياق تحذيري أو نبوءة تقول إن قيدار وممالكهم ستدمر بأيدي نبوخذنصر، ملك بابل. وفي سفر القضاة أيضًا، يتم ذكر يدعونا واحد من الإسماعيليين، وقد طلب منهم جمع تبرعات من الغنائم.

advertisement

advertisement

على الرغم من ذلك، فإن المعلومات التي لدينا عن الإسماعيلية اليوم محدودة ومشوشة نظرًا لقلة الكتابة وتشتتها بعد تلك الفترة الزمنية. ولذلك، يوجد اختلاف كبير بين الرواة حول أصل هذه القبائل، سواء رجعوا أصلهم إلى حمير أو كهلان أو معد أو العمالقة أو غيرها. تعتبر هذه القبائل والدول التي ظهرت في شمال جزيرة العرب، مثل دول الغساسنة في الشام والمنذرة في العراق وكندة في نجد وما يليها، بأنها أمم وقبائل ذات تأثير في التاريخ، ويعدنا المؤرخون العرب من بني قحطان من أصولها وأهمها.

الفروق بين القحطانية والاسماعيلية

  • نظام الاجتماع: يتميز عرب الشمال، سواء القحطانية أو الاسماعيلية، بطبيعة بدوية. فهم يعيشون في الخيام والإيل ويتنقلون بين المراعي والمياه ويعتمدون على الإبل كمصدر لقوتهم ووسيلة للتنقل. لا يستقرون في مكان ثابت ويعتمدون على القفار والمصيف للبقاء والبحث عن الغذاء والتغلب على البرد.
  • اللغة: تختلف لغة اليمن، حيث ينتمي عرب الجنوب إلى اللغة الحميرية، عن لغة عرب الحجاز أو الشمال. وتوجد اختلافات في النحو والضمائر والاشتقاق والتصريف بينهما. هذه الاختلافات تعكس الاختلافات في العادات والثقافات بين الشعبين.
  • الأديان: رغم التشابه في ضروب العبادة وعبادة بعض الأصنام، إلا أن هناك اختلافات بين القحطانية والاسماعيلية في الديانات التي يعتنقونها. تميل آلهة اليمن أكثر إلى الآلهة التي عبدت في بابل، مثل عشتار وإيل وبعل. بينما يعتنق عرب الشمال، مثل الحجاز، عبادات مختلفة مثل اللات والعزى ومناة.

على الرغم من هذه الفروق، إلا أن هناك تشابهات وتواصل بين القحطانية والاسماعيلية في العديد من المجالات والعادات والتقاليد، وتمتزج الثقافات وتتأثر ببعضها البعض في هذه المنطقة العربية الواسعة.

advertisement

مساكن عرب عدنان

العرب العدنانية كانت تسكن في منازلها في تهامة ونجد والحجاز. باستثناء قريش في مكة، فقد استقروا هناك. ويمكن تقسيم العرب العدنانية إلى فرعين رئيسيين: عك ومعد. قبيلة عك استوطنت في منطقة زييد جنوب تهامة، وذكرتها اليونان بأسم “Acchitac”. وبقيت هذه القبيلة حتى أيام الإسلام، لكن ليس لدينا تفاصيل تاريخية محددة عنها.أما قبيلة معد، فهي القبيلة الكبرى التي تنحدر منها جميع قبائل عدنان. وعندما يقول العرب “معد”، يقصدون القبيلة وليس الفرد. في غزوة بختنصر التي ذكرتها العرب، كانت قبيلة معد قبيلة كبيرة في القرن السادس قبل الميلاد. وتنقسم إلى فرعين رئيسيين: نزار وفنص. وكانت تنتشر فروعها في تهامة والحجاز ونجد على هذا النحو.

أشهر فروعها خمسة: قضاعة ومضر وربيعة وأياد وأثمار. قضاعة كانت تسكن في منطقة جدة بمساكنها ومراعي أغنامها، وتمتد من شاطئ البحر الأحمر نحو الشرق إلى ذات عرق، وهي الحدود بين نجد وتهامة. قبائل مضر استقرت في حيز الحرم المكي والسروات والأراضي الواقعة تحتها. واستقرت قبيلة ربيعة في منطقة غمر ذي كندة، وهي منطقة مهبط الجبل بينها وبين مكة يومين سفرًا. واستقرت قبيلتا أياد وأثمار معًا في منطقة تمتد من أرض مصر إلى نجران والمناطق المحيطة بها.

هذه القبائل لا تزال تسكن في منازلها الأصلية، وتظل متحابة ومتفاهمة كأنها قبيلة واحدة، يجمعها الاجتماعات وتجمعها المناسبات، وتلتزم بالقوانين والعادات المشتركة. ولكن حدثت فتنة بينهم تسببت في تفرق جماعاتهم وتباين مساكنهم. وانفصلت هذه القبائل عن بعضها البعض وانتشرت كل قبيلة بشكل منفرد.

advertisement