advertisement

الوجبات السريعة وأضرارها على الصحة

advertisement

الولايات المتحدة الأمريكية هي دولة تتمتع بالقوة والثراء والنفوذ في العالم. لديها ثقافة خاصة بها تختلف عن ثقافات الدول الأخرى. ومن بين مظاهر هذه الثقافة الأمريكية هو ابتكارها للوجبات السريعة التي أصبحت رمزًا للحداثة والتطور. ولكن هل تعلم أن هذه الوجبات السريعة لها أضرار كبيرة على صحة الإنسان، خاصة الأطفال؟

advertisement

ما هي الوجبات السريعة؟

الوجبات السريعة هي أطعمة تحضر بسرعة وتستهلك بدون تفكير أو تذوق. تتكون هذه الأطعمة من مواد غذائية مصنعة ومضاف إليها نكهات ومقبلات اصطناعية لزيادة جاذبيتها. من أشهر أنواع الوجبات السريعة هي البرجر والبيتزا والشاورما والفرايز وغيرها. تتميز هذه الأطعمة بأنها رخيصة ومتوفرة في كل مكان وتشبع الجوع بسرعة.

تاريخ الوجبات السريعة

advertisement

المفهوم الحديث للوجبات السريعة ظهر في القرن التاسع عشر والعشرين، مع تطور وسائل المواصلات والتبريد والتغليف، التي سهلت نقل وحفظ وبيع الأطعمة المجهزة. كما ساهمت ظروف الحياة الحديثة، مثل التحضر والانشغال والسرعة، في زيادة الطلب على هذه الأطعمة.

ولكن يمكن تتبع أصول الوجبات السريعة إلى عصور قديمة، حيث كانت مختلف الحضارات لديها نسخها الخاصة من الوجبات الخفيفة والسهلة. ففي روما القديمة، كان هناك أكشاك تبيع الخبز والزيتون، وفي الصين، كان هناك شوربة المعكرونة والدمبلينغ، وفي إيطاليا، كان هناك البيتزا والمعكرونة، وفي الشرق الأوسط، كان هناك الفلافل والكباب.

سرعة انتشار الوجبات السريعة

انتشرت صناعة الوجبات السريعة بشكل كبير في القرن العشرين، خاصة في أوروبا وأمريكا، حيث ظهرت شركات عالمية متخصصة في إنتاج وتسويق هذه الأطعمة، مثل ماكدونالدز، وبرغر كنغ، وكنتاكي فرايد تشكن، وغيرها. استخدمت هذه الشركات استراتيجيات ترويجية مختلفة لجذب المستهلكين، مثل التخفيضات، والإعلانات، والألعاب، والأحداث. كما اتبعت هذه الشركات نظام التوصيل المجاني أو المدفوع لزبائنها.واصبحت الوجبات السريعة جزءًا من ثقافة كثير من المجتمعات في جميع أنحاء العالم، ولكنها تواجه أيضًا انتقادات ومقاومة من قبل بعض الجماعات والحركات التي تدعو إلى حماية الصحة والبيئة والحقوق الإنسانية. من بين هذه الانتقادات والمقاومة:

advertisement

  • الحملات الصحية: هي حملات تهدف إلى توعية الناس بأضرار الوجبات السريعة على صحتهم، وتشجيعهم على اتباع نظام غذائي متوازن وصحي. تستخدم هذه الحملات وسائل مختلفة مثل الإعلانات، والكتب، والأفلام، والبرامج التلفزيونية، والمواقع الإلكترونية، والتطبيقات، والأنشطة التفاعلية.
  • الحركات البيئية: هي حركات تهدف إلى حماية البيئة من التلوث والإفساد الذي تسببه صناعة الوجبات السريعة. تنتقد هذه الحركات استخدام المواد الغير قابلة للتحلل مثل البلاستيك والورق في تغليف الأطعمة، واستهلاك كميات كبيرة من الماء والطاقة في إنتاجها، وإهدار كميات كبيرة من الطعام في التخزين والنقل. كما تنتقد هذه الحركات طرق تربية المواشي والدواجن التي تستخدم في صناعة الوجبات السريعة، مثل استخدام المضادات الحيوية والهرمونات، وإخضاعها لظروف قاسية من الحشد والإصابة بالأمراض.

advertisement

أضرار الوجبات السريعة على صحة الإنسان

الوجبات السريعة تحتوي على نسب عالية من الدهون والسكر والملح والسعرات الحرارية التي تؤثر سلبًا على صحة الإنسان. من أبرز هذه التأثيرات هي:

  • السمنة: تُعدّ الوجبات السريعة من أهم العوامل المؤدية إلى الإصابة بمرض السمنة خاصة عند الأطفال، وذلك لاحتوائها على نسبٍ عاليةٍ من الزيوت المهدرجة الضارة، والسعرات الحراريّة، ولا يتوقف تأثير السمنة على زيادة الوزن في بعض مناطق الجسم كالخصر والأرداف، بل يمتد تأثيرها إلى تعريض الجسم للإصابة بأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والشرايين.
  • قصور في المناعة: هو انخفاض في قدرة جهاز المناعة على مقاومة الميكروبات والفيروسات التي تهدد صحة الإنسان. يحدث ذلك بسبب نقص في بعض المغذيات المهمة لصحة المناعة مثل فيتامينات A, C, E, B6, B12, حديد, زنك, سيلينيوم, نحاس, فولات.
  • ضعف في التركيز والذاكرة: هو انخفاض في قدرة المخ على استقبال ومعالجة المعلومات وتخزينها واسترجاعها. يحدث ذلك بسبب نقص في بعض المواد الغذائية التي تساعد على تغذية الخلايا العصبية مثل أوميجا 3, كولين, فيتامين B1, B3, B5, B9, ماغنسيوم, فوسفور.

advertisement

كيف نتجنب أضرار الوجبات السريعة؟

الحل الأمثل لتجنب أضرار الوجبات السريعة هو العودة إلى الطبيعة والتغذية الأصلية التي تكفل للإنسان صحة جيدة ومناعة قوية. ومن أهم مبادئ هذه التغذية هي:

  • التنويع في الأغذية: هو تناول مجموعة متنوعة من الأغذية التي تحتوي على جميع المغذيات اللازمة لصحة الإنسان مثل البروتينات والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والمعادن والألياف. من أهم مصادر هذه المغذيات هي: اللحوم والأسماك والبيض والحليب والأجبان، والخبز والأرز والمعكرونة والشعيرية، والزيوت والزبدة والمكسرات، والفواكه والخضروات.
  • الاعتدال في الأكل: هو تناول كمية مناسبة من الطعام تتناسب مع حاجة الجسم ولا تزيد عنها. يمكن حساب هذه الكمية بمعادلة بسيطة تستخدم عامل التصحيح (25)، حيث يضرب طول الشخص بسنتيمتر في عامل التصحيح للحصول على عدد السعرات الحرارية التقريبية التي يحتاجها في اليوم. مثلاً: إذا كان طول شخص 170 سم، فإن عدد السعرات التقريبية التي يحتاجها في اليوم هو: 170 × 25 = 4250 سعرة حرارية.
  • الانتظام في أوقات الأكل: هو تحديد أوقات ثابتة لتناول الطعام بشكل يومي، مع مراعاة فترات زمنية كافية بين كل وجبة وأخرى. يفضل أن تكون هذه الفترات من 4 إلى 6 ساعات، حتى يستطيع المعدة هضم الطعام بشكل جيد، ولا تحدث اضطرابات في عملية التمثيل الغذائي. كما يفضل ألا تكون آخر وجبة قبل النوم بأقل من 3 ساعات، حتى لا يؤثر ذلك على جودة النوم.

نصائح لتجنب الإدمان على الوجبات السريعة

الوجبات السريعة قد تكون مغرية للغاية، خاصة للأطفال، وقد يصعب التخلص من عادة تناولها بشكل مفرط. لذلك، نقدم لك بعض النصائح التي قد تساعدك على تجنب هذه العادة السيئة:

  • التخطيط للوجبات: هو إعداد قائمة بالأطعمة التي ستتناولها خلال الأسبوع، وشراء المكونات المطلوبة لها، والالتزام بها. هذه الخطوة تساعدك على تجنب التفكير في الوجبات السريعة، وتزودك بالأغذية الصحية التي تحتاجها.
  • الإبداع في إعداد الأطعمة: هو استخدام مهاراتك وخيالك في صنع أطباق شهية ومغذية من المواد الغذائية المتوفرة لديك. يمكنك استخدام بعض التوابل والأعشاب والصلصات لإضافة نكهة ورونق إلى طعامك. كما يمكنك تقديمه بشكل جذاب ومبهج لزيادة شهيتك وشهية أفراد أسرتك.
  • الإقلاع عن التدخين: هو التخلص من عادة التدخين التي تؤثر سلبًا على حاسة الشم والذوق، وتجعلك تفضل الأطعمة المالحة والحارة والمقلية. التدخين يضر بصحتك بشكل عام، ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي والقلب والشرايين.
  • المشاركة في الأنشطة الرياضية: هو ممارسة التمارين البدنية بانتظام، والاشتراك في الألعاب والهوايات التي تحبها. هذه الأنشطة تساعدك على حرق السعرات الحرارية الزائدة، وتحسين عملية التمثيل الغذائي، وتقوية عضلاتك وعظامك، وتزيد من مستوى الأوكسجين في الدم، وتنشط مزاجك وعقلك.

advertisement