advertisement

البيئة المناسبة للاستزراع السمكي

advertisement

الأسماك هي غذاء غني بالبروتين والعناصر الغذائية الأخرى، ولها قيمة اقتصادية وغذائية كبيرة للإنسان. ولكن مع زيادة السكان والطلب على المنتجات البحرية، ومع مشاكل التلوث البحري والصيد الجائر، أصبح من الضروري إيجاد حلول بديلة لزيادة الإنتاج السمكي. ومن هذه الحلول هو الاستزراع السمكي، وهو عملية تربية الأحياء المائية تحت ظروف محكومة من قبل الإنسان، أو بمعنى آخر، هو زراعة الماء.

advertisement

تعريف الاستزراع السمكي

الاستزراع السمكي هو عملية تربية الأحياء المائية تحت ظروف بيئية محددة ومتابعة من قبل الإنسان، بهدف زيادة الإنتاج والحصول على جودة عالية. يشمل الاستزراع السمكي توفير الظروف المناسبة للبيئة المائية، مثل نوعية الماء ودرجة حرارته والأكسجين والأملاح وغيرها، وكذلك اختيار أنواع الأسماك المناسبة للاستزراع، وإطعامها وتطعيمها والوقاية من الأمراض.

أهمية الاستزراع السمكي

advertisement

الاستزراع السمكي يهدف إلى تحقيق عدة أهداف، منها:

  • زيادة إنتاج الأسماك لتلبية احتياجات السوق المحلية والخارجية.
  • تحسين جودة المنتجات السمكية من حيث التغذية والصحة.
  • تقليل الضغط على الموارد الطبيعية والحفاظ على التنوع البيولوجي.
  • توفير فرص عمل ودخل للمزارعين والعاملين في قطاع الثروة السمكية.
  • تشجيع التطور التقني والبحث العلمي في مجال الثروة السمكية.

العوامل المؤثرة في نجاح الاستزراع السمكي

لا يمكن إجراء عملية استزراع سمكي بشكل عشوائي أو بدون دراسة جيدة للظروف المطلوبة له. فهناك عدة عوامل بيئية تؤثر في نمو وصحة وجودة الأسماك، ويجب مراعاتها والتحكم فيها بشكل دقيق. ومن هذه العوامل:

advertisement

درجة حرارة المياه

الأسماك هي كائنات ذات دم بارد، أي أن درجة حرارة أجسامها تتغير مع درجة حرارة الماء الذي تعيش فيه. ولذلك، فإن درجة حرارة المياه لها تأثير كبير على وظائف الأسماك الحيوية، مثل التنفس والتغذية والتكاثر والمقاومة للأمراض. كل نوع من الأسماك له حد أمثل من درجة الحرارة التي ينمو فيها بشكل جيد، وإذا انحرفت درجة الحرارة عن هذا الحد، فإن ذلك يؤدي إلى إجهاد الأسماك وانخفاض معدلات النمو والإنتاج.

الملوحة

الملوحة هي مقدار الأملاح المذابة في الماء، وتختلف قدرة الأسماك على التكيف مع مستويات الملوحة المختلفة حسب أنواعها. يمكن تصنيف الأسماك حسب نوع الماء الذي تعيش فيه إلى:

advertisement

  • أسماك المياه العذبة: هي التي تعيش في مياه ذات ملوحة منخفضة جداً، أقل من 0.5 جزء في الألف.
  • أسماك المياه المالحة: هي التي تعيش في مياه ذات ملوحة عالية، تقارب 35 جزء في الألف.
  • أسماك المياه القليلة الملوحة: هي التي تعيش في مياه ذات ملوحة متوسطة، بين 0.5 و 35 جزء في الألف.

advertisement

الإس الهيدروجيني PH

الإس الهيدروجيني PH هو مقياس لحموضة أو قلوية الماء، ويتراوح من 0 إلى 14. كلما اقترب الإس من 0 كان الماء أكثر حموضة، وكلما اقترب من 14 كان أكثر قلوية. كل نوع من الأسماك له حد أمثل من الإس PH الذي يناسبه، وعادة تفضل معظم أنواع الأسماك الماء ذو القلوية الخفيفة، بين 7.5 و 8.

العسر الكلي للماء

العسر الكلي للماء هو مقدار أيونات الكالسيوم والماغنسيوم المذابة في الماء، وهذه الأيونات تؤثر على قدرة الماء على استقبال أو إطلاق بعض المركبات. في الماء العذب، يكون العسر الكلي للماء أقل من 200 ميليغرام/ لتر كربونات كالسيوم، بينما في ماء البحر يمكن أن يصل العسر الكلي للماء إلى 6500 ميليغرام/ لتر. كقاعدة عامة، يجب ألا يقل العسر الكلي للماء العذب المناسب للاستزراع السمكي عن 12.5 ميليغرام/ لتر كربونات كالسيوم.

الأكسجين الذائب

advertisement

الأكسجين الذائب هو مقدار الأكسجين المذاب في الماء، وهو عامل حيوي لتنفس الأسماك والكائنات الحية الأخرى في الماء. انخفاض تركيز الأكسجين في الماء عن المستوى المطلوب يؤدي إلى تضائل نشاط وصحة ونمو الأسماك، وفي حالات الانخفاض الشديد يمكن أن يؤدي إلى نفوقها. تختلف احتياجات الأسماك من الأكسجين حسب نوعها وحجمها ودرجة حرارة الماء والكثافة العددية وغيرها من العوامل. بشكل عام، يجب ألا يقل تركيز الأكسجين في مياه المزارع السمكية عن 5 ميليغرام/ لتر.

الأمونيا

الأمونيا هي مادة سامة تتشكل من تحلل المخلفات العضوية في الماء، مثل بقايا الطعام والبراز والبول والخلايا الميتة. تستطيع بعض أنواع البكتيريا تحويل الأمونيا إلى نترات أقل سمية، ولكن هذه العملية تحتاج إلى وجود أكسجين كاف في الماء. ارتفاع تركيز الأمونيا في الماء يؤدي إلى تهيج وإصابة خياشيم الأسماك وتدخل في عملية التنفس والتوازن الحامضي-القلوي. يجب ألا يزيد تركيز الأمونيا غير المؤينة (NH3) في مياه المزارع السمكية عن 0.02 ميليغرام/ لتر.

النترات

النترات هي مادة تتشكل من تحويل بكتيريا للأمونيا إلى نترات، ثم إلى نترات. هذه المادة أقل سمية من الأمونيا، لكنها لا تزال تؤثر سلبا على صحة وجودة الأسماك. فالنترات تقلل من قدرة الدم على حمل الأكسجين، وتزيد من خطر الإصابة بالتشوهات والأورام والأمراض الفطرية والبكتيرية. يجب ألا يزيد تركيز النترات في مياه المزارع السمكية عن 1.0 ميليغرام/ لتر.

كبريتيد الهيدروجين

كبريتيد الهيدروجين هو غاز سام يحمل رائحة البيض الفاسد، ويتشكل في الرواسب العضوية في قاع الأحواض في ظروف لا هوائية. هذا الغاز يمكن أن يخترق خلايا خياشيم الأسماك ويعطل عملية التنفس والإنزيمات. يجب ألا يزيد تركيز كبريتيد الهيدروجين في مياه المزارع السمكية عن 0.01 ميليغرام/ لتر.

الملوثات

هناك أنواع كثيرة من الملوثات التي قد توجد في الماء وتؤثر على صلاحية وجودة البيئة المائية للاستزراع السمكي، مثل المعادن الثقيلة (الرصاص، الزئبق، النحاس، الزنك، الكادميوم، الكروم وغيرها)، والمبيدات الحشرية (الفسفورية أو الكلورية)، والزيوت (الخام أو المكررة)، وغيرها من المواد السامة أو المضادة للحياة. يجب مراقبة تركيز هذه الملوثات في مياه المزارع السمكية بشكل دوري، واتخاذ التدابير اللازمة لتقليلها أو إزالتها.

advertisement