النشاط التربوي وأهميته في المدرسة

تعريف النشاط التربوي

النشاط التربوي هو تفاعل الفرد مع عناصر الموقف الذي يعيش فيه بحيث يؤدي هذا التفاعل إلى اكتساب خبرات ذات معنى بالنسبة للمتعلم. وهو أيضاً ذلك الجهد العقلي أو البدني الذي يبذله المتعلم في سبيل إنجاز هدف ما. ولعل هذا التعريف يشير إلى العلاقة بين جهد يبذل وهدف يرجى تحقيقه. والأنشطة التي تتم داخل المدرسة لأنها تحتل مكانة مهمة ينبغي أن تعكس الحاجات الاجتماعية للبيئة وتحاول إكساب الطلاب العادات السليمة والاتجاهات والقيم التي تحقق حماية البيئة والمحافظة عليها.

مفهوم التربية من النظرة الاجتماعية

التربية هي عملية اجتماعية تهدف إلى إعداد وتنشئة وتشكيل النشء من خلال مؤسسات ووسائل وأجهزة تؤثر في تكوين الفرد وتهيئته من النواحي البدنية والعقلية والأخلاقية ليكون عضواً فاعلاً في مجتمعه وليحيا حياة سوية في بيئته الاجتماعية.

أهداف النشاط التربوي

إن الأنشطة التربوية جزء لا يتجزأ من أنشطة الإنسان وهي من أساسيات العملية التعليمية. ولابد لكل من يعمل في مجال التربية والتعليم أن يسعى لجعل المدرسة قريبة إلى نفوس الطلاب وليست مجرد أماكن إيواء لهم. وهذا لا يتحقق إلا بإحياء الأنشطة التربوية في مدارسنا. إذ يتطلب ذلك إمكانية تحقيق أهداف الأنشطة التربوية في تطوير الجوانب المهارية والمعرفية والعاطفية مع تعميق القيم الثقافية والدينية واحترام الإنسان وتنمية القدرات الإبداعية والقدرة على التفكير الواضح الخلاق. وتنمية حب الكرامة الإنسانية والإحساس بالمسئولية مما يساهم في بناء شخصية الطلاب بناءً متكاملاً.وقد تعايشنا طويلاً مع فكرة أن المدرسة مسؤولة عن تعليم أطفالنا فقط. وماتت الأنشطة التربوية. ولقد آن الأوان أن نعيد الحياة إليها. وذلك بإقامة الملاعب التي يزاول فيها أبناؤنا الأنشطة الرياضية. ولابد لكل مدرسة من مكتبة تعودهم أن يذهبوا إليها. وأن يفكروا. وأن يبحثوا. وأن يكتبوا. وأن يعبروا عن أنفسهم. ولابد لكل مدرسة من مجال للنشاط يزاول فيه الطلاب كل الهوايات التي تنمي مواهبهم وتمكنهم من الإبداع والتفوق.

أشكال النشاط التربوي

النشاط المدرسي الموجه خارج الفصل

ويعد النشاط المدرسي الموجه خارج الفصل مجالاً تربوياً خصباً لا يقل أهمية من الدرس في الفصل. إذ توجد فيه فرص واسعة وكثيرة لممارسة الكثير من المواقف والعلاقات الاجتماعية المرغوب فيها من جانب الطلاب. وهو أشبه ببيئة اجتماعية ضيقة تمثل العالم الخارجي الواسع. إلا أنها تتميز منه بأنها مقصودة وموجهة دواعيه بتعليم الطلاب المهارات الاجتماعية والتكيف الاجتماعي. فالحماسة والمبادرة والإحساس بتحمل المسئولية والقدرة على التضحية والتعاون والقدرة على ضبط النفس والصبر والمثابرة وطلب النجاح والفوز وتقبل الإخفاق منطلاقاً نحو النجاح. والصفح والسماحة والألفة والصداقة والزمالة. واحترام العمل اليدوي وإتقان مهاراته. كلها أمور من الممكن أن تأتي إلى نظرية عنها داخل المقررات الدراسية. لكن لا يمكن أن تمارس بصورة فعلية إلا من خلال البرامج المنظمة والهادفة للنشاط المدرسي.

الإعلام المدرسي التربوي

ولقد حظى الإعلام المدرسي (صحافة مدرسية – إذاعة مدرسية) من أعرق الأنشطة المدرسية. إذ يلقى هذا النشاط حبًّا وإعجابًا من الطلاب. واستجابةً وإقبالًا متزامنًا. فهو من أهم الأنشطة التربوية. وأكثرها قدرة على بناء الشخصية السوية. الواعية. المتكاملة.ولقد ظهر مفهوم الإعلام التربوي ليؤكد حقيقة وجود العلاقة بين الإعلام والتربية. وليربط بين التربية والمؤثرات الاجتماعية. وليؤكد أن التربية تُمارَسُ تأثيرَهَا في المدرسة وحدها ولكن من خلال مؤسسات اجتماعية كثيرة ومتعددة. وما يوجد فيها من وسائط ثقافية أخرى. فالإعلام التربوي يهدف إلى تنشئة جيل متوازن متفاعل مع محيطه. وقادر على التعبير عن ذاته بشكل سليم. ومستفيد من تجارب الآخرين. ومساهم في تطور المجتمع.ولتحقيق هذه الأهداف يجب أن يكون الإعلام التربوي متنوعًا في أشكاله وأساليبه. ومتطورًا في أدواته ووسائله. ومتوافقًا مع احتياجات الطلاب ومستوياتهم. ومن هذه الأشكال نذكر:

• الصحافة المدرسية: وهي إصدار صحف أو مجلات أو نشرات تحت إشراف المدرسة. وتشارك فيها الطلاب بكتابة المقالات أو الأخبار أو القصص أو الشعر أو الرسوم أو غيرها من المواد الصحفية. وتعتبر هذه الصحافة مدرسة لتعليم الطلاب فنون التحرير والإخراج والطباعة. كما تنمي لديهم قدرات التفكير النقدي والإبداعي. وتزيد من ثقافتهم العامة. وتحسن من مهاراتهم اللغوية.
• الإذاعة المدرسية: وهي بث برامج إذاعية داخل المدرسة تستخدم فيها أجهزة صوتية مثل الميكروفونات والسماعات والمسجلات. وتشارك فيها الطلاب بإعداد البرامج أو تقديمها أو تنفيذها. وتشمل هذه البرامج موضوعات تثقيفية أو ترفيهية أو فنية أو رياضية أو غير ذلك. وتعتبر هذه الإذاعة مدرسة لتعليم الطلاب فنون التخطيط والإنتاج والإلقاء. كما تنمي لديهم قدرات التواصل والحوار. وتزيد من اطلاعهم على المستجدات.
• التلفزيون المدرسي: وهو عبارة عن إنشاء قناة تلفزيونية داخل المدرسة تستخدم فيها أجهزة بصرية مثل الكاميرات والشاشات والأقراص المضغوطة. وتشارك فيها الطلاب بإعداد البرامج أو تمثيلها أو تصويرها. وتشمل هذه البرامج موضوعات تعليمية أو تربوية أو اجتماعية أو ثقافية أو غير ذلك. وتعتبر هذه القناة مدرسة لتعليم الطلاب فنون التمثيل والإخراج والتصوير. كما تنمي لديهم قدرات التعبير والابتكار. وتزيد من مشاركتهم في الأنشطة المدرسية.