سلبيات الانترنت وأثرها على صحتنا ومجتمعنا

الإنترنت هو واحد من أهم الاختراعات في التاريخ البشري، فهو يمكننا من الوصول إلى معرفة لا حدود لها والتواصل مع أي شخص في أي مكان في العالم. ولكن هل فكرنا يوما في الجانب الآخر للإنترنت؟ هل ندرك ما هي السلبيات التي يمكن أن يسببها الإنترنت لحياتنا ومجتمعاتنا؟.في هذا المقال، سنحاول تعريف سلبيات الإنترنت وأثرها على مختلف جوانب حياتنا، مثل الخصوصية والأمن والصحة والأخلاق.فيما يلي بعض من أبرز سلبيات الانترنت:

تضييع الوقت

أحد أكبر المشاكل التي يسببها الانترنت هو تضييع الوقت فيما لا فائدة فيه، حيث يقضي الكثير من الأشخاص ساعات طويلة في استخدام الانترنت دون هدف محدد أو دون الانتباه إلى أولوياتهم. هذا يؤثر سلباً على سير عملهم أو دراستهم أو حتى حياتهم الشخصية والصحية.

انتشار الفيروسات

الفيروسات هي برامج خبيثة تنتقل عبر الانترنت من حاسوب لآخر، وتسبب أضراراً جسيمة للأجهزة والملفات والبيانات المخزنة عليها. بعض هذه الفيروسات قد تكون مصدرها مواقع غير آمنة أو رسائل بريد إلكتروني مشبوهة أو ملفات مرفقة غير معروفة. لذلك، يجب على المستخدم أن يكون حذراً جداً في التعامل مع هذه المصادر، وأن يستخدم برامج حماية ومضادات فيروسات محدثة.

التجسس على الخصوصية

الخصوصية هي حق أساسي لكل شخص، ولا يجوز انتهاكه بأي شكل من الأشكال. لكن مع تطور التقنية، أصبح من الممكن لبعض الأشخاص أو الجهات التجسس على خصوصية الآخرين عبر الانترنت، سواء بطرق قانونية أو غير قانونية. فقد يستطيع المتجسس اختراق كاميرات المراقبة أو المحادثات الصوتية أو الفيديوية أو حسابات التواصل الاجتماعي أو حتى المعلومات المالية والشخصية للضحية. هذا يشكل خطراً كبيراً على سلامة وأمان المستخدم، ويتطلب منه توخي الحرص والحماية.

التعرض للتأثيرات السلبية

الانترنت هو مصدر غني بالمعلومات والمحتويات المتنوعة، لكن ليس كل ما يوجد عليه صحيح أو مفيد أو مطابق للقيم والمبادئ. فقد يتعرض المستخدم للكثير من التأثيرات السلبية عبر الانترنت، مثل:

• التعرف على رفاق السوء من خلال مواقع الدردشة التي أصبح عددها كبيراً، والتي قد تجذبه إلى الانحراف أو الجريمة أو المخدرات.
• الإصابة بالأمراض الجسدية أو النفسية لدى الأشخاص كثيري الجلوس لتصفح الانترنت، مثل آلام الظهر والعين والصداع والأرق والاكتئاب والقلق والوسواس.
• عدم وجود رقابة تمنع من إنشاء المواقع الإباحية، وهذا ما دفع بالكثير من الأطفال والشباب إلى الانحطاط الأخلاقي والإدمان على هذه المواقع.
• جر الشباب نحو المنظمات الإرهابية، وتغيير أفكارهم العقائدية خاصة، بعد تعرضهم للدعاية والترويج والغسيل العقلي من قبل هذه المنظمات عبر شبكاتها ومنصاتها على الانترنت.
• انتشار ظاهرة الانتحار وغيرها من المشاكل النفسية عن طريق غرف الدردشة التي يتحدث أفرادها عن سلبيات الحياة التي نعيشها، ويشجعون بعضهم بعضاً على اتخاذ قرارات حاسمة وخطيرة.

التشهير والكذب

الانترنت هو مساحة حرة للتعبير عن الآراء والأفكار، لكن هذه الحرية قد تستغل بشكل خاطئ من قبل بعض الأشخاص أو الجهات للتشهير بغيرهم أو نشر أخبار كاذبة أو مضللة. فقد يقوم بعض المستخدمين بإطلاق حملات تشويه بهدف تغيير أفكار الناس نحو هذه الجهات. كما يستغل بعض المنشورات الإنترنت لنشر أفكار تدعو للكفر والإلحاد، والتشكيك في المبادئ والقيم التي يؤمن بها المجتمع. هذا يؤدي إلى خلق حالة من الارتباك والانقسام بين المستخدمين، وقد يؤثر على هوية وثقافة الأمة.

للتغلب على هذه المشكلة، يجب على المستخدم أن يكون حذرا ونقديا في قراءة المحتوى الذي يصادفه على الإنترنت، وألا يصدق كل ما يقال دون تحقيق أو مصدر موثوق. كما يجب على المستخدم أن يحافظ على قيمه ومبادئه، وألا يتأثر بالأفكار المضللة أو المخالفة لدينه وعقيدته.

النصب والاحتيال

سلبية أخرى من سلبيات الإنترنت هي سهولة النصب والاحتيال عبر مواقع التسوق التي تدفع بالشخص إلى القيام بدفع مبالغ من خلال بطاقته الائتمانية، ثم يكتشف أنه لا وجود لتلك الشركة. أو قد يقوم بعض المخترقين بسرقة المبلغ الموجود في البطاقات الائتمانية عبر اختراق أجهزة المستخدمين. هذا يضر بثقة المستهلك في التجارة الإلكترونية، ويسبب خسائر مادية لضحايا هذه الممارسات.

للحد من هذه المشكلة، يجب على المستخدم أن يتأكد من مصداقية وسمعة الموقع الذي يود التسوق منه، وألا يدفع أية مبالغ إلا بعد التأكد من استلام المنتج أو الخدمة. كما يجب على المستخدم أن يحمي بياناته الشخصية والمالية، وألا يستخدم شبكات الإنترنت العامة أو غير الآمنة، وأن يستخدم برامج الحماية من الفيروسات والبرمجيات الخبيثة.

الكذب والحب الوهمي

سلبية أخرى من سلبيات الإنترنت هي الكذب والدخول إلى غرف المحادثات بأسماء مستعارة مما يوقع بعض الفتيات في قصص من الحب الوهمي. هذه القصص قد تنتهي بالخيبة والندم، أو بالابتزاز والتهديد، أو بالانجراف إلى علاقات غير شرعية أو غير آمنة. هذا يضر بشخصية وسمعة المرأة، ويسبب لها مشاكل نفسية واجتماعية.للوقاية من هذه المشكلة، يجب على المرأة أن تكون حكيمة وعاقلة في التعامل مع الغرباء على الإنترنت، وألا تثق بهم بسهولة، وألا تكشف عن هويتها أو صورتها أو معلوماتها الشخصية. كما يجب على المرأة أن تحترم نفسها وكرامتها، وألا تقبل بأي علاقة تخالف شرع الله وعفة المرأة.

انتشار مواقع المقامرة

سلبية أخرى من سلبيات الإنترنت هي انتشار المواقع المخصصة للعب القمار والمقامرة، والتي قد أثرت على سلوكيات وأخلاقيات بعض شبابنا. هذه المواقع تستغل ضعف الإرادة والطمع لدى بعض المستخدمين، وتجعلهم يخسرون أموالهم ووقتهم في ألعاب لا تنفعهم في دنياهم أو آخرتهم. بل قد تدفعهم إلى الانحراف والجريمة لتغطية خسائرهم أو مواصلة إدمانهم.

للابتعاد عن هذه المشكلة، يجب على المستخدم أن يتذكر حكم الإسلام على القمار والمقامرة، وأن يعلم أنها من الكبائر التي تورث الفقر والشقاء. كما يجب على المستخدم أن يبحث عن هوايات مفيدة ونافعة تملأ وقت فراغه، وتزيد من مهاراته ومعارفه.

الاختراق والتجسس

سلبية أخرى من سلبيات الإنترنت هي الدخول في عالم الاختراق والتجسس مما يجعل الشخص يتدخل في خصوصيات غيره، وربما يصل الأمر إلى سجنه إذا ما قام باختراق موقع لجهة حكومية مهمة. هذا يضر بحقوق وخصوصية المستخدمين، ويسبب لهم مضايقات وأضرار. كما يضر بأمن وسلامة الدولة، ويعرض المخترق للعقوبات الشديدة.

للحفاظ على سلامة الإنترنت، يجب على المستخدم أن يحترم قوانين وأخلاق استخدام الإنترنت، وألا يحاول اختراق أو التجسس على أي جهة أو شخص. كما يجب على المستخدم أن يستغل موهبته في مجال البرمجة والحاسوب في خدمة المجتمع، وألا يستخدمها في ضرب المجتمع.

إدمان الإنترنت

سلبية أخرى من سلبيات الإنترنت هي إدمان الإنترنت من قبل بعض الأفراد، مما قد يصيب هؤلاء الأفراد بالاكتئاب إذا تم فصل الإنترنت. هذا يؤدي إلى انعزال المستخدم عن الحياة الواقعية، وفقدان اهتمامه بأشياء أكثر أهمية مثل دراسته أو عائلته أو صحته. كما يؤدي إلى تدهور صحة المستخدم جسديا ونفسيا.للتخلص من هذا الإدمان، يجب على المستخدم أن يضع لنفسه جدولا زمنيا لاستخدام الإنترنت، وألا يزيد عن الحد المعقول. كما يجب على المستخدم أن يتواصل مع أصدقائه وأقاربه في الحياة الواقعية، وأن يشارك في الأنشطة الاجتماعية والرياضية والثقافية التي ترفه عنه وتنمي شخصيته.

الإرهاق والأرق بسبب الانترنت

سلبية أخرى من سلبيات الإنترنت هي الإرهاق والصداع الناجمين عن استخدام الإنترنت لساعات طويلة يوميا، مما يسبب صعوبة في النوم والأرق. هذا يؤثر على صحة المستخدم بشكل سلبي، ويقلل من قدرته على التركيز والإبداع والإنجاز. كما يؤثر على مزاج المستخدم وعلاقاته مع الآخرين.للحفاظ على صحة المستخدم، يجب على المستخدم أن يحد من استخدام الإنترنت قبل موعد نومه، وألا يستخدم أجهزة تحتوي على شاشات مضيئة في غرفة نومه. كما يجب على المستخدم أن يتبع نظاما غذائيا صحيا، وأن يشرب كمية كافية من الماء، وأن يمارس التمارين البدنية بانتظام.