advertisement

حكم تحديد جنس الجنين في الاسلام

advertisement

طرق تحديد جنس الجنين

advertisement

اولاً،يجب أن نعرف أن جنس الجنين يحدد بشكل رئيسي بواسطة الحيوان المنوي الذي يخصب البويضة. فالحيوان المنوي يحمل إما كروموسوم X أو كروموسوم Y، بينما البويضة تحمل دائماً كروموسوم X. إذا تم التلقيح بحيوان منوي حامل لكروموسوم X، فإن الجنين سيكون أنثى (XX). أما إذا تم التلقيح بحيوان منوي حامل لكروموسوم Y، فإن الجنين سيكون ذكراً (XY). وهذه العملية تتم بشكل عشوائي ولا يمكن التأثير عليها بشكل مباشر.

هناك بعض الطرق العلمية التي يمكن استخدامها لتحديد جنس الجنين قبل أو بعد حدوث الحمل. وهذه الطرق تعتمد على تحليل الخلايا أو الجزيئات المورثة للجنس. وهذه الطرق هي:

  • التشخيص الوراثي السابق للانغراس: هذه التقنية تستخدم في حالات الإخصاب في المختبر، حيث يتم أخذ خلية من كل جنين نامٍ قبل وضعه في رحم الأم، وفحصها لتحديد جنسه. وهذه التقنية تعطي دقة تصل إلى 100% في تحديد جنس الجنين.
  • تقنية المايكروسورت: هذه التقنية تستخدم لفصل الحيوانات المنوية حسب نوع الكروموسوم المورث للجنس، باستخدام جهاز قادر على قراءة كمية الحمض النووي في كل حيوان منوي. وبالتالي، يتم اختيار الحيوانات المنوية التي تحمل كروموسوم X أو Y حسب رغبة الأزواج، واستخدامها لإخصاب البويضة داخل أو خارج رحم الأم. وهذه التقنية تعطي دقة تصل إلى 90% في تحديد جنس الجنين.
  • فحص(PCR): هذه التقنية تستخدم لتضخيم وتحديد نسبة كروموزام Y في عيِّنة من دم الأم، وذلك بعد الأسبوع العاشر من الحمل. وهذه التقنية تعطي دقة تصل إلى 95% في تحديد جنس الجنين.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: هذه التقنية تستخدم لرؤية شكل وحجم وموضع الجنين داخل رحم الأم، وتحديد جنسه بناء على مظهر الأعضاء التناسلية. وهذه التقنية تعطي دقة تتراوح بين 70 إلى 90% في تحديد جنس الجنين، وذلك حسب عمر الجنين ووضعيته وخبرة الفاحص.

advertisement

طرق شعبية لتحديد نوع الجنين قبل ولادته

هناك بعض الطرق الشعبية أو الخرافية التي يلجأ إليها بعض الأزواج لتحديد جنس الجنين، ولكن هذه الطرق لا تستند إلى أي أساس علمي، ولا تعطي نتائج موثوقة. وهذه الطرق هي:

  • تعليق حلقة فوق بطن الأم: هذه الطريقة تقوم على مراقبة حركة خاتم معلق بخيط فوق بطن المرأة الحامل. إذا كان يتأرجح ذهاباً وإياباً فالجنين ذكر، أما إذا كان يتحرك في دائرة فالجنين أنثى.
  • ملاحظة خط أسود على بطن الأم: هذه الطريقة تقوم على ملاحظة خط داكن يظهر على بطن المرأة من عظمة الحوض إلى أعلى. إذا كان يصل إلى فوق السرة فالجنين ذكر، أما إذا كان يصل إلى أسفلها فالجنين أنثى.
  • اختبار صودا الخبز: هذه الطريقة تقوم على خلط بول المرأة مع صودا الخبز.إذا تكو نت فقاعات في المزيج فالجنين ذكر، أما إذا لم يحدث شيء فالجنين أنثى.
  • حدس الأم: هذه الطريقة تقوم على اعتماد المرأة على شعورها الداخلي أو حلمها أو رؤيتها بشأن جنس الجنين. وهذه الطريقة لا تعتبر علمية، ولكن بعض الدراسات أشارت إلى أنها قد تكون صحيحة في نسبة تصل إلى 70%.
  • اختبار مؤشر الحمضية: هذه الطريقة تقوم على قياس مستوى الحمضية في بول المرأة باستخدام شرائط لونية. وفقاً لهذه الطريقة، فإن بول المرأة الحامل بجنين ذكر يكون أكثر حمضية من بول المرأة الحامل بجنين أنثى. ولكن هذه الطريقة لا تعتبر دقيقة، لأن مستوى الحمضية في بول المرأة قد يتغير بسبب عوامل أخرى غير جنس الجنين، مثل التغذية والتهابات المسالك البولية.
  • الجدول الصيني: الجدول الصيني لتحديد الجنس هو طريقة قديمة وشعبية تعتمد على استخدام التقويم القمري للأم والجنين للتنبؤ بنوع المولود المنتظر. وفقاً لهذه الطريقة، يمكن معرفة جنس الجنين بإدخال تاريخ ميلاد الأم وتاريخ الإخصاب أو التلقيح في جدول خاص، والبحث عن التقاطع بين العمود والصف الموافقين لهذه التواريخ. إذا كان التقاطع يشير إلى حرف B، فهذا يعني أن الجنين ذكر (Boy)، أما إذا كان يشير إلى حرف G، فهذا يعني أن الجنين أنثى (Girl).

حكم تحديد جنس الجنين

advertisement

advertisement

لا شك أن الإسلام يحث المسلمين على التوكل على الله والرضا بقضائه وقدره، وأن يتركوا الأمور التي لا يعلمون عاقبتها إلى علمه وحكمته. فالله تعالى هو الخالق الذي يخلق ما يشاء، ويهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا، أو يجعل من يشاء عقيمًا. إنه عليم قدير.ولذلك، فإن استخدام الطرق الشعبية التي تزعم أنها تستطيع تحديد جنس الجنين بناءً على بعض الإشارات أو العلامات أو التاريخ أو التقويم، مثل الجدول الصيني، هو من المحظورات شرعًا، لأنه يتضمن اعتقادًا باطلاً في تأثير هذه الأسباب في نوع المولود، وانتحالًا لصفة خلق الله، وتدخلاً في أمور غيبية لا يعلمها إلا هو. كما أنه يتضمن خروجًا عن طبيعة الخلق التي جعلها الله تعالى متوازنة بين الذكور والإناث، والتي تقتضي استمرارية البشرية.

تحديد جنس الجنين بالطرق العلمية أو الطبية

أما بالنسبة للطرق العلمية أو الطبية التي تستخدم في تحديد جنس المولود، مثل فصل الحيوان المنوي أو التصوير بالموجات فوق الصوتية أو فحص الحمض النووي، فإن حكمها يختلف باختلاف المقصود منها والظروف المحيطة بها.فإذا كان المقصود من تحديد جنس المولود هو مجرد رغبة شخصية في نوع معين دون ضرورة علاجية أو اجتماعية، فإن ذلك لا يجوز شرعًا، لأسباب منها:

  • أن ذلك يتضمن تدخلاً في خلق الله وتغييرًا في مشيئته، وهو من الكبر والعصيان.
  • أن ذلك يتضمن تفضيلاً لنوع على آخر، وهو من الظلم والتمييز.
  • أن ذلك يتضمن خطرًا على صحة الجنين أو الأم، أو على التوازن السكاني في المجتمع، وهو من المفسدات والمحرمات.

advertisement

أما إذا كان المقصود من تحديد جنس المولود هو الوقاية من بعض الأمراض الوراثية التي تصيب نوعًا معينًا من الجنسين، أو تلبية حاجة اجتماعية ملحة، مثل نقص شديد في نسبة الذكور أو الإناث في بعض المجتمعات، فإن ذلك يجوز شرعًا بشرط اتباع الضوابط الشرعية المتعلقة بالحفاظ على حرمة الزوجية والنسب والحياة، والتي منها:

  • أن يكون التحديد قبل التلقيح، أي قبل اتحاد الحيوان المنوي بالبويضة، وألا يكون بعد التلقيح، أي بعد حدوث الحمل، لأن ذلك يستلزم إجهاض الجنين أو التلاعب به، وهو من قتل النفس المحرم.
  • أن يكون التحديد بإذن ورضا الزوجين، وألا يكون بإكراه أو ضغط من جهات خارجية، مثل الدولة أو الأهل أو غيرهم.
  • أن يكون التحديد بطريقة آمنة وصحية لا تؤثر سلبًا على صحة الجنين أو الأم، أو على خصوبتهما في المستقبل.
  • أن يكون التحديد محدودًا ومقصورًا على حالات الضرورة فقط، وألا يكون متكررًا أو عامًا، حتى لا يؤدي إلى خلل في نسبة الذكور والإناث في المجتمع.

خلاصة القول

إن تحديد جنس المولود هو مسألة تخضع لأحكام شرعية متعددة، تختلف باختلاف طرق التحديد والمقاصد منه. فالطرق الشعبية التي لا تستند إلى دليل علمي أو شرعي هي محظورة شرعًا، لأنها تتضمن اعتقادًا باطلاً وانتحالًا لصفة خلق الله. أما الطرق العلمية أو الطبية التي تستخدم في تحديد جنس المولود قبل التلقيح فهي جائزة شرعًا في حالات الضرورة العلاجية أو الاجتماعية، بشرط اتباع الضوابط الشرعية المذكورة. والأولى للمسلمين أن يتوكلوا على الله ويستسلموا لقضائه وقدره، وأن يرضوا بما يهبه الله لهم من ذرية، سواء كانت ذكورًا أو إناثًا، فإن في ذلك خيرًا وبركة لهم في الدنيا والآخرة. والله أعلم.

advertisement