advertisement

المقاومة الكويتية ضد الاحتلال العراقي،ودور المرأة

advertisement

في 2 آب (أغسطس) 1990، اجتاحت قوات العراق الكويت وأعلنت ضمها إلى أراضيها. وبدأت حملة عسكرية وسياسية لفرض سلطتها على الشعب الكويتي. ولكن الكويتيون لم يستسلموا للاحتلال، بل قاموا بأشكال مختلفة من المقاومة للدفاع عن وطنهم وحريتهم.

advertisement

المقاومة السلمية

أول رد فعل من الكويتيين ضد الاحتلال كان المقاطعة والعصيان المدني. فرفضوا التعامل مع السلطات العراقية والانصياع لأوامرها ونداءاتها. كما قاموا بحملات كتابة الشعارات المناهضة للاحتلال والداعية للمقاومة على الجدران والأبواب والسيارات. وحاولوا إخفاء أسماء الأحياء والشوارع وأرقامها لإرباك الجنود العراقيين.

شارك في هذه المقاومة السلمية فئات عريضة من الشعب، من رجال ونساء وأطفال. وانتشرت في أولى أشهر الاحتلال نشرات سرية تحث المواطنين على التصدي للاحتلال بكل الوسائل الممكنة. كما تزودهم بإرشادات حول كيفية التصرف في حال نشوب حرب كيميائية. وأظهرت الأسر الكويتية تضامنها مع الأجانب الذين علقوا في الكويت، خصوصًا من كانوا من دول مؤيدة للكويت. فقاموا بإخفائهم في منازلهم أو تهريبهم في شاحنات نقل الماء.

advertisement

ولم يستسلم الكويتيون للاستيلاء العراقي على مصادر ثروتهم، بل قاموا بإخفاء أغذية وأدوية وأموال في أماكن سرية. وجابوا شوارع الكويت ليلاً ونهارًا لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين. ولم ينقطعوا عن التواصل مع العالم الخارجي، بل استخدموا أجهزة اللاسلكي لإرسال واستقبال الأخبار والمعلومات.

advertisement

المقاومة المسلحة

بالإضافة إلى المقاومة السلمية، نشأت في الكويت مجموعات مسلحة تهدف إلى مواجهة الجيش العراقي بالسلاح. وكانت هذه المجموعات تتكون من عدد قليل من المدنيين والعسكريين الذين تمكنوا من الهروب من الاعتقال أو التجنيد. وكانت تتنسق مع بعضها البعض وتتبادل الأسلحة والذخائر والمتفجرات. وكان بعضها يتلقى تعليمات من الحكومة الشرعية في المنفى.استولت هذه المجموعات على الأسلحة من ثكنات الجيش والشرطة والحرس الوطني، حيث كان معظم أفرادها يعرفون مواقعها. وشنت هجمات على الجنود والآليات والمباني العراقية. وأحبطت محاولات تهجير المدنيين العراقيين إلى الكويت، حيث قامت بإطلاق النار على سيارات الأجرة التي كانت تحملهم.

دور المرأة في المقاومة

advertisement

لم تقف المرأة الكويتية مكتوفة الأيدي أمام الاحتلال، بل كان لها دور فعال في المقاومة على كافة المستويات. فشاركت في تنظيم وإحياء المظاهرات ضد الاحتلال، رغم خطورة ذلك. ففي 5 آب (أغسطس) 1990، خرجت نحو 700 امرأة في مظاهرة تاريخية في منطقة العربيلية، رفعن فيها شعارات تطالب بخروج العراق من الكويت. وقابلهن جنود عراقيون بإطلاق النار، مما أدى إلى سقوط شهداء من بينهن.ولم تكتف المرأة بالمشاركة في المظاهرات، بل قامت أيضًا بأداء دور مهم في نقل وإخفاء واستخدام الأسلحة لصالح المجموعات المسلحة. فاستغلت حقيقة أنها لا تخضع للتفتيش من قبل الجنود العراقيين، وحملت الأسلحة تحت عبائاتها أو في حقائبها. وبعضهن شاركن في عمليات فدائية ضد العدو.

advertisement