advertisement

موضوع بحث قصير عن جلد الذات,الأسباب والتأثير على النفس

advertisement

الجلد هو الضرب بالسوط،بينما الذات هو مجموع  العقائد والأفكار في النفس،وعليه فأن جلد الذات هو ضرب النفس وإيذائها بطرق مختلفة،وينتج عنها أثار نفسية وجسدية تؤثر على حالة الشخص في العموم،وقد تسبب القتل عند بعض الأشخاص تبعاً للحالة المرضية.

advertisement

معنى جلد الذات

يعرف جلد الذات بأنه حالة من الاضطراب يحدث لعملية التفكير نتيجة للإحباط ،و اليأس و الإحساس الدائم بالفشل ،و انعدام القيمة الذاتية لنفسه .و هذا ما يؤدي بالشخص إلى المبالغة في انتقاده لذاته و لومه لنفسه ،لارتكاب أبسط الأخطاء.و من الجدير بالذكر أن الشخص الذي يمارس جلد الذات على نفسه لا يخالجه شعور بأنه يخطئ في حق نفسه ، بل أنه يصل إلى مرحلة من أحتقار النفس فيشعر أنه يستحق التأنيب و أنه يستحق لكل شيء سيء يحدث له في حياته .

الشخص الأكثر عرضة لجلد الذات

advertisement

الأشخاص الذين يتوقعون تحقيق قدر كبير من النجاح ،و الوصول لأهدافهم في وقت وجيز ، و لا يضعون في اعتبارهم أن تحقيق هذه الأهداف يحتاج إلى الكثير من الجهد و الوقت، و التخطيط و الوقوع في الأخطاء و تحليلها للتعلم منها .هذا النوع من الشخصيات عندما يصاب بالإحباط أو خيبة الأمل بعد مواجهة الفشل يكون معرضا أكثر لجلد الذات ؛ لأن جلد الذات هو شعور سلبي ينتج عن رغبة الشخص بالتغلب على الفشل بالهروب منه بدلا من مواجهته لعجزه عن إدراك مواضع ضعفه و قوته ، بالإضافة إلى عدم إدراكه الكامل لمصاعب و تحديات ما يسعى إليه.مما يوقعه في الأخطاء بشكل أكبر ، و هو ما يعطيه انطباعا أنها أصعب مما هي عليه ، أو أنه ليس بالذكاء الكافي أو الشجاعة الكافية أو أنه لا يمتلك المقدرة على تحقيق هذا الهدف و يتوقف عن المحاولة .

أسباب جلد الذات

يعد جلد الذات أضطرابا فكريا منتشرا للغاية ،ولجلد الذات الكثير من الأسباب منها :

الهرب من الفشل

advertisement

التعرض للفشل يحتاج الكثير من الثقة بالنفس لتقبل الفشل في المقام الأول ، و الحكمة و الفطنة لتحليل الأخطاء و عدم تكرارها ، و الشجاعة للوقوف و المحاولة مرة أخرى مع معرفة وجود أحتمالية للفشل مرة أخرى.و لكن بالنسبة لمريض جلد الذات فهو غير قادر على التحلي بهذه الصفات فيلجأ إلى الهروب من الفشل عن طريق عدم تكرار المحاولة ، و تأنيب الذات و لومها بدلا من محاولة التغلب على إحساس الفشل .

انظر ايضاً:

اسباب الهروب من الواقع ونتائجه

الجهل

advertisement

الجهل هو سبب بداية المشكلة و هو سبب أستمرارها ، فالشخص يكون جاهلا بالمجهود الذي يتعين عليه بذله لتحقيق إنجاز ما ، فحين يبذل أقل مجهود و لا يرى أي نتائج يشعر بالإحباط .و الجهل يتسبب بتفاقم المشكلة ؛ لأن الشخص يكون جاهلا بمدى التأثير السلبي و المدمر لهذا الفعل على ثقته بنفسه و حياته على المدى البعيد .

الفراغ

الفراغ هو أساس للكثير من المفاسد ، فالشيطان قد توعد بأن يفسد ابن آدم ، و الفراغ يوفر بيئة و جو ملائم للغاية للشيطان بأن يتحكم بأفكار الشخص و يسيطر عليها و يعمل على إحباطه و إدخال اليأس إلى قلبه ، فلا شيء آخر يشغل عقله .

عدم الشعور بالأمل

عندما يفقد الشخص الأمل يفقد قدرته على التخطيط للمستقبل و التطلع إليه.و بالتالي يخسر الدافع للمحاولة ، و هو ما يلقي به إلى هاوية جلد الذات أكثر فأكثر .

الكسل و عدم ممارسة الرياضة

advertisement

advertisement

ممارسة الرياضة لها تأثير إيجابي ضخم على الحالة النفسية،و العقليه للشخص.حيث أن ممارسة الرياضة بشكل منتظم تساعد على افراز هرمون الدوبامين أو هرمون السعادة و الذي يجعل الشخص متحمسا و أكثر إقبالا على الحياة ، كما أنها تطرد الطاقة السلبية و تملأ جزئا من وقت الفراغ .

انظر ايضاً:

مفهوم الكسل واسبابه

عدم الثقة بالنفس

عدم الثقة بالنفس يتسبب في توجيه اللوم للنفس جراء أي حدث يسبب الإحباط .حتى لو كان هذا الحدث ليس له أي دخل فيه ،سواء بأفعال أو قرارات خارج عن إرادته ، و لكن انعدام ثقته بنفسه تجعله يرى أن كل حدث سيء هو غلطه و أنه يستحق التعاسة و الحزن .

التأثر بكلام الآخرين

ليس كل الناس يراعون مشاعر الأخرين ، فهناك أشخاص يملئهم الحقد و الكراهية فيعتمدون على النقد السلبي الدائم للآخرين حتى يشعروا بأنهم أفضل من المحيطين بهم . هذه التعليقات قد يكون ليس لها أي تأثير بالنسبة للأشخاص الأصحاء ، و لكن بالنسبة لمرضى جلد الذات فأقل انتقاد لهم يعتبرونه دعما و تأكيدا لما يراودهم من أفكار سلبية عن أنفسهم ، و يكون هل تأثير شديد القوة عليهم .

دور وسائل التواصل الإجتماعي في ظاهرة جلد الذات

منذ ظهور وسائل التواصل الاجتماعي ، أصبحت المشاكل النفسية في تزايد بسبب الوحدة التي يعايشها الفرد مع نفسه ،وترك التواصل الحقيقي والترابط بين البشر،لذلك يشعر الفرد بحالة من السوء النفسي عندما يفقد التواصل أو الإعجاب أو التعليق من أصدقائه.كما ان التفاخر على وسائل التواصل الاجتماعي، تمامًا كما هو الحال في الحياة الواقعية ، غالبًا ما يُنظر إليه بشكل سلبي وهو سبب آخر يجعل المستخدمين ينجذبون نحو استنكار الذات،في عدم قدرتهم على عيش حياة مثالية.

تأثير جلد الذات

كل هذا السيل من الأفكار السلبية يعرض الشخص للعديد من الأعراض النفسية و الجسدية منها :

  • أنعدام الطاقة و الكسل و الخمول بشكل دائم ،حتى عن فعل الأشياء التي يحبها الشخص .
  • الشعور بالألم و الإعياء العام رغم عدم وجود أي مرض عضوي حقيقي مسبب لهذا الألم .
  • التقلبات المزاجية في وقت قصير فينتقل الشخص بين السعادة و الحزن و الغضب في وقت لا يذكر .
  • القلق الدائم و التوتر مع عدم وجود سبب أو داعي للخوف .
  • العجز عن أتخاذ القرارات بسبب الخوف المبالغ فيه من الفشل .
  • الأرق وعدم القدرة على النوم مع مصاحبة النوم للكوابيس .

انظر ايضاً:

أفكار للتخلص من الاكتئاب النفسي

علاج جلد الذات

علاج جلد الذات يحتاج إلى التعود على ممارسة مجموعة من العادات و الأنتظام عليها لفترة طويلة،حتى يتمكن الشخص من بناء ثقته بنفسه بعد أن أمضي أعواما في تدميرها ، و من الممارسات التي قد تساعد على التغلب على جلد الذات :

  • محاولة إشغال الذات بهوايات أو عادات مفيدة مثل القراءة أو ممارسة الرياضة لملئ أوقات الفراغ .
  • التقرب من الله عز و جل و الأستعانة به ، و المحافظة على الأتصال الروحاني به ، و التركل على الله .
  • الإيمان بأن الإنسان لن يحقق أي إنجاز في حياته بدون الخطأ و المحاولة عشرات و مئات المرات حتى الوصول إلى الهدف الذي يسعى إليه ، كما أن التحلي بالأمل هو أمر في غاية الأهمية للتمكن من الوقوف عند الإحساس بالإحباط .
  • عدم مقارنة الشخص لنفسه مع من يحيطون به فالله ميز كل شخص بمجموعة مهارات مختلفة عن غيرة و النجاح هو التمكن من معرفة هذه المهارات و تنميتها و التفوق في تخصص لا يقدر أي أحد على منافستك فيه .
  • التحلي بنظرة أكثر إيجابة و محاولة النظر للمستقبل بتفاؤل .
  • التحلي بالصبر و الشجاعة لتقبل فكرة أن الإنجازات و النجاحات تحتاج لاستثمار وقت طويل .

الخاتمة

أي مرض نفسي يحتاج الكثير من الوقت و الصبر لعلاجه ، كما أنه حقيقي تماما مثل المرض العضوي ، و يحتاج فيه المريض للدعم ممن حوله،فهو  يعاني من مشكلة حقيقية تحتاج إلى العلاج و أستشارة المتخصصين ، فهذا الدعم يشكل جزء كبير و أساسي من رحلة تعافي الشخص من هذه الأفكار السلبية التي تصيطر عليه ، و يجب علينا عدم التقليل أبدا مما يعاني منه المريض من ألم و فقدان للأمل و الطاقة ، و على المريض أن يعترف بالمشكلة فالأعتراف بوجود مشكلة هو نصف الطريق للوصول إلى حل لها .فالإنسان ناقص ، و هذا شيء مؤكد فنحن بحاجة إلى تحسين أنفسنا بشكل مستمر .

advertisement