advertisement

تكلفة الانترنت،وسبب الاستخدام المحدود

advertisement

سؤال يدور في ذهن الكثير من المستخدمين حول العالم ،الانترنت مجاني فلماذا ندفع المال؟ وذلك عندما يفهمون أن الانترنت وسيلة مجانية ذو ملكية عامة لتبادل المعلومات ،والجميع يساهم فى انشائه.حيث تم اختراعه  في الستينيات كوسيلة للباحثين الحكوميين لتبادل المعلومات.

advertisement

عند اشتراكك لخدمة الإنترنت من موزع الخدمة (شركات الإتصال)،يجب عليك الإختيار من أنظمة ومساحات وسرعات مختلفة ،وكل نظام يختلف في سعره عن الأخر ،فعند وصولك الى الحد الأقصى من استخدام الإنترنت تنتهي باقتك ويتوقف الإتصال فما هو الغرض من ذالك؟ أسئلة عديدة حول هذا الموضوع وإجابات معقدة للرد على هذه التساؤلات ،لعل أكثرها في أغلب المواقع والمجلات هي أن ذلك لتغطية تكلفة الإنشاء باهظة الثمن وتطوير البنية التحتية،أو لتنظيم حركة المرور ومنع التزاحم على الإنترنت.لكن في الواقع هناك الكثير من المعلومات التي يجب أن تفهمها حول هذا الموضوع ،بعيداً عن تكاليف البنية التحتية التي تصل تكلفتها الى مئات المليارات من الدولارات،مثل خوادم التخزين عند مزود الخدمة والتي تقاس مساحتها بوحدة الجيجا بايت ،واختلاف سرعات الإتصال بين الإنظمة.

تاريخ الانترنت

مع ظهور اجهزة الكومبيوتر ،كان ينظر اليها على أنها أجهزة لإجراء العمليات الحسابية وتخزين البيانات وأتمتة العمليات التجارية فقط .كان يجب على المؤسسات الإستفاده منها بشكل أكبر ،وتطوير بعض التنقنيات لتسمح بالاتصال ببعضها بسهولة ،فتم اختراع الانترنت في الستينيات كوسيلة للباحثين الحكوميين لتبادل المعلومات.أنشأت وزارة الدفاع الأميركيّة أول شبكة إنترنت في العالم (شبكة أرابانت-ARPANET) والتي تسمى عمود الانترنت،وبعد نجاح أول تواصل شبكي لتبادل المعلومات والرسائل بين جهازين كمبيوتر أحدهما في كاليفورنيا والأخر في ستانفورد.صار الانترنت مصدر اهتمام العديد من الدول ،فتم إنشاء شبكات خاصة بهم محاولة في الإستفادة من هذا الإختراع العظيم.

advertisement

كان يجب على هذه الشبكات الإندماج مع بعضها ،للإستفادة بشكل أكبر من المعلومات،وكان يواجه ذلك بعض المشكلات أكبرها هو اللغة والأمان ،ظل حلم هذه الشبكات فى الإندماج والربط حتى عام 1974 ،عندما اقترح بوب خان وفينت سيرف وهم عالمان كمبيوتر أمريكيان ، طريقة جديدة تتضمن إرسال حزم البيانات في مظروف رقمي أو “مخطط بيانات” يسمى بروتوكول التحكم في الإرسال (TCP). حيث يمكن قراءة العنوان الموجود في مخطط البيانات بواسطة أي جهاز كمبيوتر ، ولكن الجهاز المضيف النهائي فقط يمكنه فتح المغلف وقراءة الرسالة بداخله.ومن هنا يمكن القول انه قد ولد الإنترنت،والذي ساهم في تطويره كثير من العلماء من جميع انحاء العالم،كما ساهمت بعض الدول بدعم مالي لتطوير الإنترنت.وصار الانترنت أكثر وضوحًا في عام 1990 ، عندما اخترع عالم الكمبيوتر تيم بيرنرز لي شبكة الويب العالمية،والذي كان بمثابة خطوة حاسمة في تطوير مجموعة هائلة من المعلومات ،التي يصل إليها معظمنا الآن على أساس يومي.

تجارة الانترنت

لا يوجد شخص واحد أو شركة أو منظمة أو حكومة يدير الإنترنت. إنها شبكة موزعة عالميًا تضم العديد من الشبكات المستقلة المترابطة طوعًا.يتم ادارته من خلال شبكة دولية لا مركزية لأصحاب المصلحة المتعددين من مجموعات مستقلة ومترابطة مستمدة من المجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومات والأوساط الأكاديمية والبحثية والمنظمات الوطنية والدولية. إنهم يعملون بشكل تعاوني من خلال أدوارهم لوضع سياسات ومعايير مشتركة تحافظ على قابلية التشغيل البيني العالمي للإنترنت من أجل الصالح العام.

مما أتاح ذلك نمواً كبيراً للشبكات،وشجع الكثير من الأشخاص والشركات على الإستثمار في الإنترنت ،من خلال تطوير أنطمة خاصة بها وربطها بالشبكات الرئيسية ،ومن ثم وتسويقها وبيعها للعامة.حيث بدأت شركات الاتصالات عام 1995 بتوفير خدمة الدخول على الإنترنت ،عبر نظامها الخاص بواسطة الشبكة الهاتفية،وبيعها للمستخدمين ،والتى كانت سرعته اقل من 50 كيلو بت / ثانية،والكل سارع في التطوير والتحسين قبل الأخر.

advertisement

خلقت التطورات المطردة في تكنولوجيا أشباه الموصلات والشبكات الضوئية فرصًا اقتصادية جديدة للمشاركة التجارية في توسيع الشبكة في جوهرها ولتقديم الخدمات للجمهور.

تكلفة الوصول الى الانترنت

تكلفة الوصول الى الانترنت

لتبسيط الصورة بشكل أقل تعقيداً ،نوضح لك أن هناك عدة مستويات لشبكات الإنترنت تنتقل من خلالها المعلومات والبيانات حتى تصل الى جهازك الحالى المتصل بالانترنت:

advertisement

1- الشبكات الرئيسية: هي شبكات عابرة للقارات ،تتحمل تكلفة البينة التحتية لعشرات الألاف من الأمتار ،التي تمر عبر القارات والمحيطات ،للربط بين الشبكات الرئيسية الأخرى،لتكوين شبكة عالمية مترابطة.

advertisement

2- الشبكات المحلية: هي شبكة دولية تتحمل تكلفة البنية التحتية الخاصة بالدولة ،وربطها بالشبكة الرئيسية.

3- موزع الخدمة: هي الشركة التى تقوم بربط خدماتها مع الشبكة المحلية ،ثم تقوم بتسويقها وبيعها للمستخدمين.

لماذا ندفع المال؟

الكثير من مستخدمي الانترنت يقولون لماذا يتعين علينا دفع المال طالما ،ان ملكية الانترنت ملكية عامة ومجانية يساهم الكل فى بنائها وتطويرها؟.قد يكون هذا السؤال منطقيا اذا كنت متصلاً بشبكة خاصة لمشاركة المعلومات،من بعض الأجهزة القريبة ،كما يوجد في المكتبات أو الشركات .حيث يسمح لك بتبادل المعلومات والملفات المتواجدة على جميع الأجهزة من على جهازك تماماً كالإنترنت .لكن تكلفة الربط بين الشبكات التى تبعد ملايين الأمتار عن بعضها لتكوين الإنترنت ،تكون باهظة الثمن بصورة لا يمكن أن تتخيلها ،كما أن تطوير الإتصال يكلف الكثير والكثير من الأموال.كما أن هناك بعد القواعد والأساسيات التى يجب أن تتوافر في الإتصال الشبكي.تعمل الكثير من المنظمات الغير ربحية مثل منظمة (ICANN)، لتحافظ على قابلية التشغيل البيني العالمي للإنترنت من أجل الصالح العام.

الدفع مقابل الإتصال

advertisement

  • تقوم الشبكات الرئيسية بالتسوية أو التناظر بين الشبكات التى تتصل معها.
  • تدفع الشبكات المحلية المال ،للشبكات الرئيسية مقابل الربط بينها.
  • تدفع شركات توزيع الإنترنت المال ،للشبكات المحلية ،للسماح لها بالإتصال.
  • يدفع المستخدم المال لشركات الانترنت مقابل استخدام الإنترنت من خلال انظمتها ،كخطوط الهاتف ،أو من خلال خط المشترك الرقمي DSL ،أو من خلال انظمة الواي فاي .

الاستخدام المحدد (سعة الانترنت المحدودة)

الاستخدام المحدد للإنترنت

يتعجب الكثير من تقييد الإتصال بباقات مختلفة السعة من الميجات أو الجيجا بايت ،ويسألون لماذا لا يكون الإتصال دائم ؟

الإجابة بسيطه وهي أن ذلك لتنظيم الإتصال على الإنترنت ،ومنع التزاحم عليه مما يسبب بطء في سرعته أو فشل في الإتصال به الناتج عن عدم قدرة خوادم مزود الخدمة تحمل الزيارات أو التخزين .حيث لا يعنى انه بمجرد اتصالك بالشبكة ،يمكنك التصفح وارسال واستقبال الملفات والمعلومات بطريقة مباشرة،فكل هذه العمليات تمر بمراحل وانظمة مختلفة لتصل اليك ،من خلال مزود الخدمة الذي اشتركت معه.كل البيانات والمعلومات التي تتصفحها تتخزن أولاً في خوادم مزود الخدمة ،ثم يتم توجيه هذه البيانات الى انظمة الترجمة (بروتوكول إنترنت) ومن ثم ارسالها الى العميل (جهازك).

وهذا يوضح سبب تفاوت السرعات،وإختلاف الأسعار لدي شركات مزودي الإنترنت،وذلك بسبب قدرة الخوادم والأنظمة التابعة لهم.حيث ان الخوادم عبارة عن أجهزة  تشبه أجهزة الكمبيوتر ، ولكن بسعة تخزين ومعالجة أكبر بكثير. تُقاس الخوادم بوحدات طاقة المعالجة وقدرة تخزين ذاكرة الوصول العشوائي.ويوجد مستويات من هذه الخوادم تقدم سرعات مختلفة ،على حسب رغبة المشترك في الخدمة ،على سبيل المثال اذا اراد المشترك سرعة أكبر يتم اضافته في خوادم المستوى الأكبر وهكذا.

هل هناك انترنت مجاني؟

بعد معرفة تكلفة الإتصال الشبكي،هل تتوقع أن يكون هناك دولة ما تتيح للمواطنين الوصول الى الانترنت مجاني؟! يبدو ذلك منطقياً خاصة مع ظهور تقنية wifi،لكن ليس بالصورة  المثالية التى تتوقعها .هناك الكثير من الدول التى اتاحت الإتصال المجاني بالانترنت في المناطق العامة والشوارع والمصالح الحكومية والتعليمية،من خلال wifi،لكن ليس بنفس السرعة والكفاءة التى تحصل عليها من خلال الإتصال المدفوع.

تحالفت بعض الشركات الكبرى مثل فيسبوك وجوجل ، و شبكة أوميديار وسيسكو ،و انتل ،و مايكروسوفت ،لإنشاء مبادرة من أجل توفير الانترنت بشكل مجاني .فاطلقت فيسبوك نسختها المجانية في 18 مايو 2010،بالتعاون مع شبكات الإتصال في العديد من البلدان حيث يتنازل المزودون عن رسوم البيانات  للوصول إلى Facebook (نسخة من التطبيق الرئيسي لا يتم تحميل الصور فيه بشكل افتراضي) على الهواتف عبر نص مجرد.ومثل ذلك تم اطلاق  Wikipedia Zeroو Google Free Zone كمشاركين في هذه المبادرة العالمية.تم حظر هذه التطبيقات في بعض الدول لإنتهاكها قوانين حيادية الشبكة.

advertisement